رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بعد قيامة السيد المسيح ظهر لمريم المجدلية فى البستان الذى كان به قبره المقدس وسألها عن سبب بكائها “قال لها يسوع: يا مريم. فالتفتت تلك وقالت له ربُّونى الذى تفسيره يا معلم. قال لها يسوع: لا تلمسينى لأنى لم أصعد بعد إلى أبى. ولكن اذهبى إلى إخوتى وقولى لهم: إنى أصعد إلى أبى وأبيكم وإلهى وإلهكم” (يو20: 16، 17). إن هذا اللقاء فى البستان يذكّرنا بلقاء آخر فى بستان (أى فى الجنة) حينما أخفى الشيطان نفسه داخل الحية وخدع حواء. وها هى مريم المجدلية وهى تمثل البشرية مثل حواء. تلتقى بالرب القائم من الأموات وهو يتمشى داخل البستان وقد جاء كمعلم للصلاح وليقوم بإصلاح ما أفسدته الحية فى القديم. فى هذا اللقاء اختارت مريم المجدلية هذا اللقب “ربُّونى” الذى تفسيره يا معلّم. لم تعد الحية هى مصدر التعليم، بل كلمة الله المتجسد هو المعلم، لهذا قالت له: “يا معلّم”. لم تعد البشرية تنصت إلى الحية، بل أصبحت تهفو نحو السيد المسيح كمصدر للمعرفة. لم تعد البشرية تأكل من شجرة معرفة الخير والشر، بل تأكل فقط من جسد الرب المصلوب القائم من الأموات لتعرف الخير وتثبت فيه، أى أنها تأكل من شجرة الحياة التى لا يموت آكلوها. كما أنها تتغذى بكلام الله وتتلذذ بوصاياه. لم تعد البشرية تبحث عن المعرفة بعيداً عن السيد المسيح، لهذا قال بطرس الرسول: “يا رب إلى من نذهب. كلام الحياة الأبدية عندك” (يو6: 68). لم تعد البشرية تستمع إلى صوت الغريب، بل صارت تهرب منه لتستمع إلى صوت الراعى الصالح الذى يدعو خرافه الخاصة بأسمائها والخراف تتبعه لأنها تعرف صوته. لم تعد البشرية تشتاق إلى أحاديث العالم أو الخطية، بل تشتاق إلى حديث المعلم الصالح. وتجلس عند قدميه لتتعلم وتختار النصيب الصالح الذى لا ينزع منها. صارت كلمات مرثا لأختها مريم ترن فى أذنى كل نفس محبة للمسيح: “المعلّم قد حضر وهو يدعوك” (يو11: 28). وتكون أحلى الساعات هى بين يديه وفى حضرته. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المعلّم والطالب |
المعلّم كالجسر |
المعلّم |
قد يدعوك الله، أو قد لا يدعوك، |
المعلّم البارع |