مجد الاتضاع
هذا الذى أخلى ذاته فى الجسد على الأرض من مجده الإلهى المنظور، حينما قَبِلَ أن يوجد فى صورة عبد ولم يحسب مساواته لله اختلاساً بل صار فى شبه الناس (انظر فى2: 6). “وإذ وجد فى الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت؛ موت الصليب” (فى2: 8).
يتكلّم معلمنا بولس الرسول عن مجد اتضاعه فيقول: “ولكن الذى وضع قليلاً عن الملائكة، يسوع نراه مكللاً بالمجد والكرامة، من أجل ألم الموت. لكى يذوق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد” (عب2: 9).
إن المحبة تتألق حينما تتألم.. وهى تبرهن على نفسها حين تبذل وتعطى..
مجد المحبة هى أن تحب. كما أن مجد الينبوع هو أن يروى ويسقى ويغسل.. فمبارك هو ذاك الذى أخلى ذاته من المجد بالتجسد.. وبذل ذاته متجسداً بالصليب..
وهكذا “كان ينبغى أن المسيح يتألم بهذا، ويدخل إلى مجده” (لو24: 26). “لذلك رفَّعه الله أيضاً، وأعطاه اسماً فوق كل اسم. لكى تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن فى السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض. ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب” (فى2: 9-11).