البابا شنودة الثالث
ومن جهة التوبة، الله هو الذي يعمل فينا لنتوب، لذلك يقول الكتاب:
"توبني فأتوب، لأنك أنت الرب إلهي" (ار21: 18)
روح الله هو الذي يبكتنا على خطية (يو 16: 8) وهو الذي يرشدنا إلى طريق البر. والمرنم يقول عن عمل الرب في التوبة "انضج عليَّ بزوفاك، فاطهر واغسلني فأبيض أكثر من الثلج" (مز 50). ونحن نصلي في قداستنا ونقول "طهر نفوسنا وأجسادنا وأرواحنا" (والله هو الذي منحنا في المعمودية غسيل الميلاد الثاني (تي 3: 5). ووعدنا في سفر إشعياء بهذا التطهير (اش 1: 18)، وكذلك في سفر حزقيال (حز 36: 25) ومن العبارات التي تستحق شيئًا من التأمل قول المرتل في المزمور:
"قلبًا نقيًا أخلق في يا الله وروحًا مستقيمًا جدده في أحشائي" (مز 50).
إذن فوجد هذا القلب النقي هو من عمل الله، يخلقه خلقًا من لا شيء، ويجدد الروح.. ويقول الرب في سفر حزقيال "وأعطيكم قلبًا جديدًا، وأجعل روحًا جديدًا في داخلكم.. وأجعل روحي في داخلكم.. وأجعلكم تسلكون في فرائضي. وتحفظون احكمي وتعلمون بها" (حز 36: 26، 27) واضح أنه عمل الرب فينا.