رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نرى فى تعليم السيد المسيح أن محبة العدو لا تتوقف عند احتمال إساءاته وعدم الإساءة إليه بالمثل، بل تتخطى ذلك كثيراً: 1- باركوا لاعنيكم: فى مقابل اللعنة ينبغى أن نبارك من يلعننا. وبهذا نقهر الشيطان الذى يريد أن ينشر اللعنة. أما أولاد الله فينشرون البركة والحب. 2- أحسنوا إلى مبغضيكم: فى مقابل البغضة والإساءة ينبغى أن نقدم عمل المحبة والإحسان، نمنح مبغضينا الطعام إن جاعوا، والشراب إن عطشوا، والدواء إن مرضوا، والعلاج إن تعرضت حياتهم للخطر فى المستشفيات مثلاً.. نقدّم أيضاً لهم النصائح لفائدتهم إذا احتاجوا إلى نصيحة وسنحت الفرصة لنصحهم.. وهكذا. 3- وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطرودكم: الأعداء يحتاجون إلى صلوات القديسين لعل الله ينير قلوبهم بمعرفة الحق. إن المحبة هى الدواء الذى يشفى من تملأ الكراهية قلبه. والصلاة بدافع الحب لها قوة عظيمة فى طرد شياطين الكراهية من قلوب المبغضين. كثير من القساة لانت قلوبهم حينما علموا بصلوات القديسين الذين تعذبوا منهم. مثل والى أنصنا الذى آمن وصار راهباً حينما علم بصلوات القديس أسقف أنصنا من أجله بعد انقضاء زمان الاضطهاد. مع أن هذا الأسقف قد نالته شدائد كثيرة على يد هذا الوالى. كذلك أريانوس والى أنصنا السابق له، آمن بالمسيح وصار شهيداً لسبب محبة أحد الشهداء له أثناء تعذيبه حينما أصاب نشاب عين الوالى وأبرأها له هذا القديس. ونالا كلاهما إكليل الشهادة فيما بعد. هذه هى روعة وصية السيد المسيح التى تحوّل العدو إلى صديق محب. فبالرغم من صعوبتها البادية لأول وهلة، إلا أنها مملوءة بالفرح والنصرة. وهذا يذكرنا بالنصيحة التى يرددها قداسة البابا شنودة الثالث-أطال الله حياته- عن قول القديس يوحنا ذهبى الفم: [إن أفضل طريقة يتخلص بها الإنسان من عدوه، هو أن يحول هذا العدو إلى صديق]. ويعجبنى أيضاً قول الشاعر المستوحى من وصية السيد المسيح بمحبة الأعداء: كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً تُلقى بحجر فتُعطى أطيب الثمر |
|