منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 07 - 2021, 02:46 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445





فى هروبه من الجموع ومحبته للاختلاء



  1. فى هروبه من الجموع ومحبته للاختلاء
كان السيد المسيح يعمل من أجل خير الناس وخلاصهم وراحتهم وشفائهم، ولكن لم يكن إعجاب الجموع به يجتذبه نحوهم على الإطلاق..
كانت محبته هى التى تدفعه لأن يعمل فى وسط الجموع، وليس طلباً لمجد الناس. فالمحبة دائماً تريد أن تعطى.. حتى إنها تبذل نفسها من أجل الآخرين.
وقد أبرزت الأناجيل المقدسة هذا الأمر بوضوح فى عديد من المواقف. ومن أمثلتها ما يلى:
1- فى اختلائه وصلاته
بعدما “أخرج شياطين كثيرة، ولم يدع الشياطين يتكلمون لأنهم عرفوه” (مر1: 34). يذكر معلمنا مرقس الواقعة التالية:
“وفى الصبح باكراً جداً قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء، وكان يصلى هناك. فتبعه سمعان والذين معه. ولما وجدوه قالوا له إن الجميع يطلبونك. فقال لهم: لنذهب إلى القرى المجاورة لأكرز هناك أيضاً لأنى لهذا خرجت. فكان يكرز فى مجامعهم فىكل الجليل، ويخرج الشياطين” (مر1: 35-39).
# كان السيد المسيح يتوقع أن تأتى الجموع إليه بغزارة شديدة بعد أن صنع كثير من المعجزات، وأخرج شياطين كثيرة، وهو الأمر الذى لم يسبقه إليه أحد من الأنبياء الذين صنعوا معجزات منذ القديم، إذ لم يكن لأحد سلطان على الشيطان مثل هذا السلطان العجيب.
وقبل أن تحضر هذه الجموع قام باكراً جداً فى الصباح، ومضى إلى موضع خلاء وكان يصلى هناك..
# تُرى ماذا كان يقول للآب السماوى فى صلاته هذه؟ لعله كان يكلمه عن “شقاء المساكين وتنهد البائسين” (مز11: 5) الذين تسلط عليهم إبليس، ورغبته الحارة فى خلاصهم.. أو لعله كان يشكره من أجل محبته الأبوية الفياضة، التى حررت كثيراً من البشر من سلطان الشيطان، والتى أكدّت أن ملكوت الله قد أقبل..
هذه المناجاة الممتلئة من الحب المتبادل بين الآب والابن؛ وهذا الاتضاع الذى سلك فيه الابن الوحيد، حينما أخلى ذاته آخذاً صورة عبد، وهذه الطاعة العجيبة التى قدّمها السيد المسيح لأبيه السماوى.. لاشك أنها قد أسعدت قلب الآب القدوس. إنها علاقة الثقة والحب بين الله والإنسان، التى حققها الكلمة المتجسد فى علاقته بالآب }باركت طبيعتى فيك، أكملت ناموسك عنى..{ القداس الغريغورى.
كان يحلو للسيد المسيح أن يخلو مع الآب، ليتكلّم معه، حديث من يصنع للآب كل مشيئته. وقد علّمنا السيد المسيح بمثاله الصالح أهمية الخلوة والصلاة والحديث مع الله. فالصلاة هى التى تجعلنا نفهم مشيئة الله فى حياتنا. وهى فرصة للتعبير عن حبنا وشكرنا لأبينا السماوى. كما إنها فرصة لتسبيحه وتمجيد اسمه “ليتقدس اسمك” (الصلاة الربانية).
كانت الصلاة بالنسبة للسيد المسيح هى فرصة لتأكيد دور الآب السماوى فى إرسالية الابن الوحيد، ولتأكيد الوحدة الجوهرية القائمة بين أقانيم الثالوث القدوس: الآب والابن والروح القدس.
# حينما وصلت الجموع وبحثوا عن السيد المسيح ولم يجدوه، سألوا عنه تلاميذه. وهؤلاء بدورهم بحثوا عنه حتى وجدوه فى خلوته المقدسة. فقالوا له: “إن الجميع يطلبونك” (مر1: 37).
كان إحساس التلاميذ بأهمية الجموع مختلفاً عن إحساس السيد المسيح.. وكانت نظرتهم للموضوع، فى ذلك الوقت، تختلف عن نظرته.
فأجابهم: ” لنذهب إلى القرى المجاورة”..
لم يكن للجماهير تأثير ولا جاذبية تعطل قصد الآب السماوى فى إرسالية السيد المسيح. ولهذا قال: “لنذهب إلى القرى المجاورة لأنى لهذا خرجت”..
لقد خرج من عند الآب وأتى إلى العالم، وأيضاً يترك العالم ويمضى إلى الآب.. وكانت الإرسالية قصيرة فى مدتها، عميقة فى تأثيرها..
ولم يكن العالم قادراً أن يجتذب السيد المسيح نحوه ليبقى فيه، بل كان مشتاقاً أن يمضى إلى الآب، وكان العمل كبيراً متسعاً للكرازة بالتوبة وباقتراب ملكوت الله..
وكان السيد المسيح يرى الصليب ماثلاً أمام عينيه باستمرار، كطريق نحو السماء. وهو الذى قال لتلاميذه بعد قيامته “كان ينبغى أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده” (لو24: 26).
وفى سعيه نحو الصليب، لم يكن هناك متسع من الوقت للانشغال بالجموع وإعجابها، كما لم يكن هناك متسع فى القلب لمثل هذه الأمور.. بل كان القلب ساعياً مثبتاً نحو الجلجثة.
وبالفعل ترك السيد المسيح ذلك الموضع إلى القرى المجاورة، وكان يكرز فى مجامعهم ويخرج الشياطين.
2- فى اختلائه مع التلاميذ ليستريحوا
يذكر أيضا معلمنا مرقس الإنجيلى الواقعة التالية:
“واجتمع الرسل إلى يسوع، وأخبروه بكل شئ، كل ما فعلوا وكل ما علموا، فقال لهم تعالوا أنتم منفردين إلى موضع خلاء واستريحوا قليلاً. لأن القادمين والذاهبين كانوا كثيرين. ولم تتيسر لهم فرصة للأكل. فمضوا فى السفينة إلى موضع خلاء منفردين” (مر6: 30-32).
وكان السيد المسيح يُقدِّر أهمية الراحة والخلوة بالنسبة لتلاميذه، وفى فترات الاختلاء بهم كان يحدثهم أحاديثاً خاصة، ويشرح ويفسّر لهم الكثير من تعاليمه. كما أنه قد اختارهم ليكونوا معه ليتتلمذوا على يديه، ويتمثلوا به، وبمحبته، ووداعته، وصفاته الجميلة التى كانوا هم فى أشد الاحتياج إليها. كان السيد المسيح يعلمهم بأفعاله أكثر مما يعلمهم بأقواله.
وما حدث بعد ذلك أن “رآهم الجموع منطلقين، وعرفه كثيرون، فتراكضوا إلى هناك من جميع المدن مشاة وسبقوهم واجتمعوا إليه. فلما خرج يسوع رأى جمعاً كثيراً فتحنن عليهم، إذ كانوا كخراف لا راعى لها” (مر6: 33، 34).
ضحى يسوع براحته بدافع من حنانه. ولكنه كان يميل إلى الاختلاء مع تلاميذه، بعيداً عن الجموع، التى كانت تلاحقه وهو لم يكن يمنع محبته عنها، ويعلم تلاميذه باستمرار، كيف أن المحبة لا تطلب ما لنفسها.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
صبي يركض للاحتماء من عاصفة ترابية
اشباح ترتدي البنطلونات للاحتماء من برودة الطقس !!!
ليعطنا الرب طاقة للاحتمال:عند سماع مذمة من الأشرار
المسيح في هروبه من الجموع ومحبته للاختلاء
المسيح في هروبه من الجموع ومحبته للاختلاء


الساعة الآن 11:10 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024