رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الوسيلة الثانية وكانت الوسيلة الثانية التى استخدمها إبليس هى الاستفزاز بأسلوب غير لائق. ولكن السيد المسيح أضاع عليه الفرصة باتضاعه العجيب. فى الوسيلة الأولى كان هناك نوع من التساؤل باحترام أما فى الوسيلة الثانية فكانت هناك جسارة بالغة تكشف عن الكم الهائل من الوقاحة التى يتصف بها إبليس إذ أُتيحت له الفرصة بسماح من الله. قال إبليس للسيد المسيح بعد ما أصعده على جبل عال وأراه جميع ممالك العالم ومجدها “أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لى” (مت4: 9). هل هناك جسارة واستفزاز يفوق ذلك القول؟ ولكن السيد المسيح استمر فى إخفاء حقيقة لاهوته عن الشيطان متوشحاً بالاتضاع الذى التحف به فى مجيئه إلى العالم من أجل خلاص البشرية. أجاب السيد المسيح: “اذهب يا شيطان. لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد” (مت4: 10) لقد وضع السيد المسيح الوصية الإلهية المعطاه لبنى البشر فى مواجهة استفزازات إبليس. ومع كون السيد المسيح هو ملك الملوك ورب الأرباب المسجود له من الملائكة والبشر ولكنه إذ وُجِدَ فى الهيئة كإنسان تكلّم عن واجب البشر فى السجود لله وحده، ولم يتكلم عن السجود اللائق له هو شخصياً. وهكذا استمر فى إخفاء لاهوته عن الشيطان. |
|