ينبغى أن تُختبَر أصالة الخدمة فى ساحة الاتضاع وإنكار الذات أولاً، لأن الذهب النقى يختبر بالنار. المحبة الحقيقية تُختبر بالألم، والخدمة السماوية تُختبر بالاتضاع وإنكار الذات وبالطاعة والمسكنة والخضوع.
هل هناك من هو أعظم مجداً من الابن الوحيد الذى هو “بهاء مجده ورسم أقنومه” (عب1: 3).. ومع ذلك فإنه حينما تجسد وصار إنساناً مثلنا، قدّم لنا مثالاً فى خدمته الخلاصية بأن بدأها بالاتضاع. فما الذى يمكن أن يفعله الرب أكثر من ذلك ليحذرنا من غواية الشياطين فى خدمتنا؟.
إن الروح القدس هو الذى يستطيع أن يقود أفكارنا ونحن نفحص أصالة كل خدمة وبرهان تأييد السماء لها، لهذا يقول معلمنا يوحنا الرسول:
“أيها الأحباء لا تصدقوا كل روح، بل امتحنوا الأرواح هل هى من الله” (1يو4: 1). “وكما سمعتم أن ضد المسيح يأتى، قد صار الآن أضداد للمسيح كثيرون… منا خرجوا لكنهم لم يكونوا منا لأنهم لو كانوا منا لبقوا معنا، لكن ليظهروا أنهم ليسوا جميعهم منا. وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شئ” (1يو2: 18-20).