ترتبط العبادة عند القديس شنوده بالحياة الاجتماعية. فالدين هو حب عملي وتقوي لهذا لم ينعزل القديس شنوده ورهبانه الآلاف عن المجتمع المصري. نذكر على سبيل المثال عندما أغار الغزاة علي صعيد مصر وسبوا الآلاف من الشعب، قابل الغزاة وأقنعهم أن يأخذوا كل الغنائم ويتركوا النفوس. ثم فتح ديره للمسببين البالغين آلافًا من النفوس ليستقروا هناك لمدة ثلاثة شهور. كرّس الرهبان وقتهم لخدمتهم. وقام سبعة من الأطباء الرهبان بتضميد الجروح. خلال هذه الفترة مات 94 شخصًا دُفنوا بالدير، بينما وُلد بالدير 52 طفلاً. أكلت الجماهير 8500 أردبًا من القمح مع كميات ضخمة من العدس والزيت والفول ... بهذا يمكننا أن نتصور عدد الضيوف الذين عاشوا في الدير هذه المدة الطويلة. وكيف آمن الرهبان بالحب العملي كأهم من أي قانون أو تدبير رهباني فلهذا لقب بأبو المصريين و يذكر التاريخ أنه لم يعشق شخص بلده مصر مثل شنودة ،حيث انه كان عالما بكل عادات وثقافات شعبه القديمة و الحديثة وكان متقنا لكل لهجات المصريين من صعيدية وبحرية و فيومية واخميمية ،فضلا علي كونه عالما بكل ديانات و طقوس و لغة اجداده الفرعونية .