رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
السماوات مع أن الرب كائن فى كل مكان، إلا أنه مكتوب أنه ساكن فى السماوات أو فى الأعالى كقول المرنم: “الرب عال فوق كل الأمم. فوق السماوات مجده. من مثل الرب إلهنا الساكن فى الأعالى، والناظر إلى المتواضعين، فى السماء و على الأرض” (مز 112: 4-6). كذلك قيل فى المزمور “الرب فى السماوات ثبت كرسيه ومملكته على الكل تسود” (مز103: 19). وقيل أيضاً: “السماوات سماوات للرب. أما الأرض فأعطاها لبنى آدم” (مز115: 16). وهذا الأمر له مدلولاته الروحية كما سوف نرى. وعن تجسد ابن الله الكلمة قيل فى المزمور: “طأطأ السماوات ونزل وضباب تحت رجليه. وركب على كَروب وطار وهف على أجنحة الرياح” (مز18: 9، 10). وعن بناء هيكل سليمان الذى بناه مسكناً للرب قال: “هل يسكن الله حقاً على الأرض؟ هوذا السماوات وسماء السماوات لا تسعك فكم بالأقل هذا البيت الذى بنيت” (1مل8: 27). وفى إشارة إلى أن الرب هو خالق جميع الأشياء فى السماء وعلى الأرض ورد فى سفر الأمثال “من صعد إلى السماوات ونزل. من جمع الريح فى حفنتيه. من صَر المياه فى ثوب. من ثبّت جميع أطراف الأرض. ما اسمه، وما اسم ابنه إن عرفت؟” (أم30: 4). ولا تخفى هنا الإشارة الواضحة إلى ابن الله الوحيد الذى كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان. وعن ارتفاع مجد الرب فوق السماوات قيل فى المزمور: “أيها الرب ربنا ما أعجب اسمك فى الأرض كلها، لأنه قد ارتفع عِظَم جلالك فوق السماوات” (مز8: 1). والرب يرتفع فوق السماوات كما قيل أيضاً فى المزمور: “اللهم ارتفع على السماوات. وليرتفع مجدك على سائر الأرض” (مز56: 5). إن كلمة السماوات هى جمع كلمة سماء، وهى مشتقة من الفعل سما أى ارتفع إلى فوق. والتسامى والسمو يشير إلى الارتفاع أو التفوق فى الخواص أو القيم أو المبادئ أو السلوك. وبالرغم من أن الرب حاضر فى كل مكان، إلا أنه يسكن فى السماوات، بل ويعلو فوق السماوات لأنه مَن مثل الرب فى قداسته وصلاحه ومحبته وكل صفاته الإلهية؟!. إن الرب لا يتعالى على الخليقة، ولكنه بحكم طبيعته المتفوقة فى كل شئ يسمو عليها ويجتذبها نحو السمو والرفعة والقداسة. لهذا اختار الرب أن يسكن فى الأعالى.. لأن من الأعالى يكون مجده كما قيل فى المزمور “قد ارتفع عِظَم جلالك فوق السماوات” (مز8: 1). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الرب استخدم الألم وطاعة |
إنه إذ يتألم الإنسان من أجل الرب، يكون الرب نفسه هو حامل الألم |
الألم وقرب مجىء الرب |
فإنه قريب يوم الرب على كل الأمم |
سبحوا الرب يا جميع الأمم |