منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 06 - 2021, 05:21 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

اختيار راعوث



اختيار راعوث




فقالت راعوث: لا تلحي عليَّ أن أتركك وأرجع عنكِ،

لأنه حيثما ذهبتِ أذهب، وحيثما بتِ أبيت.
شعبك شعبي، وإلهك إلهي
( را 1: 16 )




غريب أن نرى نُعمي تنصح كنتيها بل وتلح على كل واحدة منهما أن ترجع إلى بيت أمها لتحيا في موآب. ولقد لاقت راعوث مشورة نعمي بألم كثير، وحزن شديد، وكأنها أرادت أن لا تُزاد لها كلمة، فقالت لنعمي: «لا تلّحي عليَّ أن أتركك وأرجع عنكِ». لكن تُرى هل نتج هذا الحزن في قلبها من مجرد محبتها لنعمي فقط؟ لو كانت راعوث قد رجعت إلى موآب، لكانت تجد لها أمًا وأبًا وأقارب وصديقات. وهلا يُحسب هؤلاء جميعًا أكثر من حماة واحدة؟ إذًأ لا بد من أن يكون هناك سبب آخر لحزن نفس راعوث. فلنصغِ لقولها لنعمي: «حيثما ذهبتِ أذهب، وحيثما بتِ أبيت»، وماذا كانت تعني راعوث بهذا الكلام؟ لا شك أنها كانت تعني أنها تفضل البقاء في شركة مع نعمي المؤمنة بالله، عن التمتع بالشركة مع أهلها في موآب، وإذ نتقدم قليلاً في التأمل في ما قالته راعوث لحماتها، ينكشف لنا أكثر مما كانت تكنه راعوث في نفسها، إذ تقول لنعمي: «شعبك شعبي وإلهك إلهي»، فلم يكن الدافع لها مجرد تعلقها بنعمي فقط، بل رغبتها أكثر في الوجود مع شعب الرب دون الذين لها حسب الجسد، وفي الاحتماء بالرب إله إسرائيل دون آلهتها.

من هذا نرى أن قلب راعوث كان قد اتجه إلى الرب، وأن الرب قد ملك عليها عواطفها، وهي ترى أنه لا يشبعها سوى شركتها معه في وسط شعبه في ذلك المكان الذي أعده لهم، أي في بيت لحم يهوذا.

ما أمجد عمل الله في النفس! مَنْ كان يظن أن قلب راعوث يُجتذب إلى الله وهي في أرض موآب؟ ومَنْ كان يتصوّر أن إيمانها يقوى وينتصر على الرغم من كل العوامل التي كانت تُحيط بها؟ إن الله فيه الكفاية، وهو في كل حال، يستطيع أن يغذي النفس ويرويها لتُثمر ثمرًا نفيسًا مُبهجًا لعينيه، مُسرًا لعواطف قلبه.

هل تشعر أيها الأخ بثقل شر هذه الأيام؟ لا تَخُر، فالذي سند نفس راعوث وقوّاها، يسند نفسك أيضًا، فقط اتكل عليه، فهو لا يعجز في أمر، وهو يحب الذين له، ومحبته كاملة.

ولما لم تجد نعمي فائدة، كفّت عن الإلحاح على راعوث، وانتصرت النعمة انتصارها الباهر وشرعت راعوث تسير جنبًا إلى جنب مع نعمي في طريقهما إلى بيت لحم يهوذا. .
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
(راعوث 2 :21) فقالت راعوث الموابية انه قال لي أيضا لازمي فتياتي
(راعوث 1 :22) فرجعت نعمي و راعوث الموابية كنتها معها
شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - راعوث 4 - تفسير سفر راعوث
شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - راعوث 2 - تفسير سفر راعوث
شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - راعوث 1 - تفسير سفر راعوث


الساعة الآن 09:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024