منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 06 - 2021, 04:07 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,709

المجنون العاقل



من مبادئ الرهبنة المسيحية القبطية الى جانب الطاعة والفقر الاختيارى ألا يتزوج الراهب. والعيشة الرهبانية الحقيقية اذا كانت حبا خالصا لله، تثير حقد الشياطين وغيظهم ، فهم مايزالون يضايقون الرهبان ويحتالون لينسوهم مانذروا وخاصة نذر العفة وعدم الزواج...وهنا نورد قصة من اجمل ماكتب فى بستان الآباء القديسين
بستان الرهبان
كان هناك راهب قديس فاضل محب لله .وكان له اخ يعيش فى العالم .وكان لذلك الأخ زوجة واولاد صغار .وحدث ان مات الأخ .فوجدها الشيطان فرصة لإخراج الراهب من ديره وابعاده تماما عن الرهبنة.

فحرك كهنة ذلك البلد ، فتقدموا الى الأسقف وقالوا : هذا الأخ الذى مات ... من يفتح بيته ويشرف على تربية ابنائه ؟ انهم صغار وفى حاجة الى عائل يعولهم ، ومدبر يرعى امورهم فهل يصح ان يظل عمهم الراهب داخل الدير يتعبد دون ان يهتم بهم وبأمهم...
ومن يرعى الصغار الأيتام إلا اقرباؤهم ؟ هل نأتى بشخص غريب ليقوم بهذه المهمة ؟ أليس عمهم أؤلى بالقيام بهذا الواجب ؟ ...
واذا اعتذر ذلك الراهب بأنه انقطع عن الناس للعبادة : أليست رعاية اليتامى والأرامل عبادة ؟ ألم يذكر الإنجيل أن الديانة الطاهرة النقية عند الله هى افتقاد اليتامى والأرامل فى ضيقهم ؟....
والعجيب ان الأسقف وافق على هذا الكلام وارسل خطابا الى رئيس الدير ، يأمر فيه بحضور الراهب الى بيت اخيه حتى ولو لم يكن موافق على هذا ، بحيث يرتب احوال اولاد أخيه ويطمئن عليهم فى المأكل والمسكن والملبس وكل امورهم المعيشية ، حتى اذا انتظمت احوالهم كان له الحق فى العودة الى ديره !.
وأطاع الراهب مضطرا . وحدث وهو فى طريقه الى قريته أن مر بشيخ جالس على جانب الطريق وهو يعمل شبكة من حبال .فسأله عن سبب جلوسه على جانب الطريق ، وانشغاله بعمل الشبكة ، فلم يرد الرجل عليه جوابا

ولما دخل الراهب الفاضل بيت اخيه ، اتى إليه أهله ومعارفه للسلام عليه ، ولما رأوه عاقلا هادئا فرحوا به . وصاروا يحضرون له الأطعمة والنقود التى تلزمه للانفاق على البيت واطمأنوا إليه وتآنسوا به.
ووجدت فيه زوجة اخيه تعزية عن زوجها المتوفى ، وانست إليه، وفكرت ان تغريه بالزواج بها ليمكث عندها ولا يفارقها...! فتزينت ، ولبست ملابس جذابة مغرية ، وتطيبت بالعطور وجهزت طعاما كثيرا شهيا ، رتبته على صينية واسعة لامعة ، واقبلت عليه بالطعام.....
وتنبه الراهب الذكى ، المرتشد بروح الله ، الى التجربة الخطيرة المقبلة ، ودارت الافكار فى رأسه سريعة سريعة .... قال فى نفسه : هذه المرأة المقبلة على : ألم يمت زوجها منذ ايام قليلة ؟ فلمن تتزين وتتعطر إلا لى ؟ انها تريد ان تسقطنى معها فى الخطية، فاأتزوجها ولا أعود بعد راهبا متعبدا ،بل انسانا عالميا منشغلا بأمور الدنيا ؟! هذا لن يحدث ! ورفع الراهب من عمق قلبه صلاة الى الرب يسوع ان يعينه فى هذه الساعة الشديدة : ياربى يسوع المسيح أعنى ياربى يسوع المسيح ادركنى ياربى يسوع المسيح ارشدنى...

واستجاب الرب صلاته وارشده... ارشده الى طريقة عجيبة ينجو بها من هذا المأزق . وألهمه ان يتظاهر بالجنون ، فتنفر منه المرأة الخبيثة...فقام بسرعة وقلب المائدة على الأرض ،وكسر اطباقها وراح يضرب الأرض بقدميه، ويصفق بيديه ويفتح فمه ويغير صوته مؤديا حركات المجانين...
فخافت المرأه ، وخرجت صارخة قائلة : إن الراهب قد جن !!
فدخل إليه الناس فوجدوه جالسا هادئا . فقالوا لها ؛ ما بالراهب جنون ! ....فقالت : كلا ! كلا ! لن أقبله ! اخرجوه ! اليوم يجب ان يترك بيتى الى غير رجعة !... وأصرت المرأة علي رأيها اصرارا..
وارتاح الراهب تماما الى هذه النتيجة ...فهى ما كان يتمنى من الله وترك البيت، واتجه الى ديره، شاكرا الرب الذى ألهمه هذه الفكرة الرائعة ، وأعطاه النجاة بهذة الطريقة العجيبة ...
وفى طريق عودته، وجد الشيخ الذى كان يعمل شبكة ، وهو غاضب مزمجر كالأسد الزائر ، وامامه شبكة مقطعة . فسأله : مالذى مزق شبكتك ياشيخ ؟ فأجابه : مزقتها انت بجنونك ! لما قلبت المائدة وكنت تضرب الأرض بقدميك وتصفق بيديك ..!
فعرف الراهب ان هذا هو الشيطان ، وأن ماحدث له كان مكيدة شيطانية ، لاسقاطه فى الخطية ، وابعاده عن حياة الطهارة والبتولية التى احبها واختارها . وقدم الشكر من اعماق قلبه للرب الذى ادركه وارشده ونجاه..

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الحب المجنون
( المجنون المختل )
الراهب المجنون...
الأسد المجنون
العشق المجنون


الساعة الآن 08:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024