كانت القيامة هي أقوى برهان على لاهوته، وعلى خلوه من الخطية الأصلية التي لآدم. وكذلك برهان على بره الكامل، ونقاوته المطلقة في حياته الإنسانية، وعلى قبول ذبيحته أمام الله الآب لغفران خطايا العالم. إن قيامة السيد المسيح من الأموات، هي عماد الديانة المسيحية، وموضوع شهادة الآباء الرسل للعالم، بحسب وصية الرب لهم "تكونون لي شهودًا" (أع1: 8). وحينما أرادوا أن يختاروا من يحل محل يهوذا الإسخريوطى ويأخذ وظيفته الرسولية قالوا: "فينبغي أن الرجال الذين اجتمعوا معنا كل الزمان الذي فيه دخل إلينا الرب يسوع وخرج، منذ معمودية يوحنا إلى اليوم الذي ارتفع فيه عنّا يصير واحد منهم شاهدًا معنا بقيامته" (أع1: 21، 22).
وقد أزعجت شهادة الرسل لقيامة السيد المسيح رؤساء كهنة اليهود والفريسيين والصدوقيين، وحاولوا أن يمنعوها بكل الوسائل. سواء بالتهديد والوعيد أو بالتنكيل والتعذيب. ولكن كانت إجابة الآباء الرسل الثابتة هي "نحن لا يمكننا أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا" (أع4: 20).