|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أخونة الدراما المصرية وزيادة الممنوعات الرقابية فى عهد الوزير الإخوانى 8/12/2012 8:37 AM محمد مسعود ظن الكثيرون أن إسقاط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، وكسر تابوه الحاكم حتى الموت، سيحطم معه الكثير من القيود، وسيمنحنا بالطبع، مزيداً من الحرية . وهى الكلمة – الحرية – التى كانت بمثابة المطلب الثانى الذى نادى به الثوار، بعد الخبز.. وقبل العدالة الاجتماعية. وفرح الجميع بنجاح الثورة، خاصة المثقفين والمبدعين، فالمبدع لا يستسيغ العيش فى واقع قمعي، ترسم الرقابة معالمه وتحوله إلى زنزانة ذات قيود من حديد. رحل نظام، تلحف بقوته، وجاء آخر.. لا يعرف التفاهم، غير أنه لا يكف عن الحديث والثرثرة عن وجهة نظره وإقحام الدين فى كل شيء بدون أن يستمع لوجهات النظر الأخرى.. وكما كان متوقعا جاءت الحكومة الجديدة بوزير إعلام إخوانى «صلاح عبدالمقصود»، يفتخر ويتفاخر بانتمائه لجماعة أصبحت بين يوم وليلة تحكم مصر، لا لمصر نفسها!. لذا أصبح العمل الفنى فى خطر.. أصبحت حرية التعبير والإبداع مهددة، فأى تعبير وأى إبداع سيفهمه نظام يتخفى رجاله خلف لحاهم، وسيداته خلف الرداء والنقاب الأسود. وقد يكون وزير الإعلام الإخوانى الجديد يكره الإبداع، قد يكون حرم مشاهدة المسلسلات والأفلام والأغانى فى منزله..على أن تكتفى الأسرة بالقنوات الدينية وشيوخ التطرف الفكرى والدينى والابتهالات والأناشيد.. لذلك فمن المتوقع أن يحاول الوزير تقنين العمل الفنى خاصة بعد وجهة النظر العبقرية لفضيلة المرشد التى رأى خلالها أن الفن مضيعة للوقت، وعلى طريقة إذا كان المرشد – الذى هو رب البيت - للفن رافضا فشيمة رقابته المنع !. توقعوا زيادة قيود الرقابة ورفع أسوارها وإرساء مبادئ الفن النظيف الذى يحرم وجود مشهد بين ممثل وممثلة فى غرفة نوم.. أو على الأقل دون وجود محرم حتى لا يشاع الفجور.. وتحريم ظهور السرقة والقتل على الشاشة لأنها تحض الناس على الإثم.. والمؤكد أنه سيحرم مشاهد التطرف الدينى الذى تم تناوله فى الكثير من الأفلام والمسلسلات وسيمنع ظهور أفلام بعينها مثل «الإرهابى» للينين الرملى ونادر جلال والزعيم عادل إمام، ورائعة «طيور الظلام» لوحيد حامد وشريف عرفة مع الزعيم أيضا. كل شىء الآن فى طريقه للأخونة.. المد الدينى يستعد ليأكل كل شيء، وللأسف الشديد الرقابة مهيأة لذلك.. فسيصبح ما نشاهده فى الموسم الرمضانى الحالى مجرد ذكريات جميلة عن الحرية، فقد لا نرى «سيدنا السيد» الطاغية الذى يحكم بمنطقه ويحل لنفسه تجارة الآثار ويحرم على الجميع ما يحلو له، سيقولون إنه حاكم ظالم فى ملك الله، ولا يجوز أن يكون الحاكم ظالما فى ملكوت الرحمن، قد نرى يسرا باليشمك وإلهام شاهين فى النقاب، فى أدوار الدعاة، وقد نرى غادة عبدالرازق لا تمثل إلا من خلف النقاب.. وعليه فقد يبدأ التليفزيون الإخوانى فى عهد الوزير الإخوانى فى إعداد مسلسل عن غزوة بدر، أو عن تاريخ الجماعة التى شوهها وفضحها وحيد حامد فى مسلسل بنفس الاسم. القيود الرقابية فى مصر فى عهد رئيسها المخلوع حسنى مبارك على مستوى الشاشة الصغيرة – أى رقابة التليفزيون القائمة على قراءة النصوص الدرامية ومشاهدة المسلسلات بعد تنفيذها – كانت تسير وفقا لمنهج عقيم فكريا، أهلها غير مؤهلين لتلك الوظيفة، مجرد مجموعة من الموظفين ملئت أذهانهم بأعشاش العنكبوت، يستخدمون لفظ «لا يجوز» أكثر من استخدام أسمائهم، لا يجوز أن ينتج تليفزيون الدولة عملا تخرج فيه الابنة عن طوع والدها – حتى ولو مؤقتا – ولا يجوز للمرأة أن تحب وهى أم ولديها من الأولاد ثلاثة، لا يجوز أن يعرض تليفزيون الدولة مشاهد الخمور، ولم يكن يجوز عرض مشاهد من فساد الحزب الوطنى الذى سيتحول بدوره إلى الجماعة بعقليتها وإدارتها ومنهجها. فى عهد مبارك أصروا على حذف مشاهد «موشى دايان» كاملة فى مسلسل «عابد كرمان» الذى عرض بعد الحذف وبعد قيام الثورة، كما منعوا – فى بداية رمضان الحالى – عرض مسلسل «البحر والعطشانة» للكاتب الزميل محمد الغيطي، لكونه ينتقد أشخاصا «إخوانجية» لولا استبسال أسرة العمل ما كان خرج إلى النور.. كل ذلك حدث فى عهد مبارك الذى لم يكن متشددا دينيا.. فماذا يجرى فى عهد المرشد ومرسى ووزير إعلامهم الإخوانى؟.. عموما سنرى. الفجر الاليكترونية |
|