إيمان الرسل بحقيقة وقوع قيامة المسيح لم يكن إيماناً أعمى بل إيمان بصير مبني على بينات متعددة وغير قابلة للنقض إذ "أراهم نفسه حياً ببراهين كثيرة بعدما تألم وهو يظهر لهم أربعين يوماً". وكان عدد الذين رأوه هكذا حياً وعرفوه أكثر من خمس مئة أخ (اع1: 3و 1كو15: 6). وبعد صعود المسيح وحلول يوم الخمسين العظيم لم يبق ظل من الشك في قلب واحد من الرسل، فقد تغيروا جميعاً لأن المسيح كان حياً إلى الأبد وقيامته كانت رجاءهم الحي. إنها كانت المحرك العظيم لرسالتهم وليس لرسالتهم فقط بل لاختباراتهم اليومية. قال بطرس الرسول "هذا أقامه الله في اليوم الثالث وأعطى أن يصير ظاهراً ليس لجميع الشعب بل لشهودٍ سَبق الله فانتخبهم، لنا نحن الذين أكلنا وشربنا معه بعد قيامته من الأموات (اع10: 40- 42). وكتب بولس الرسول "لأنه وإن كان قد صُلب من ضعف لكنه حي بقوة الله..." (2كو13: 4). وقال يوحنا الحبيب "يسوع المسيح الشاهد الأمين البكر من الأموات". نعم هو حي إلى الأبد ولا يسود عليه الموت بعد لأنه أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل. هذه هي قوة الحياة الجديدة في المسيح. إنه في كل مؤمن رجاء المجد وسر النصرة على الخطية. إننا صلبنا ومتنا وقُبرنا مع المسيح ولكننا الآن نحيا فيه ولأجله.