نشيد مريم
"نشيد مريم"
أشبع الجياع خيراً، والأغنياء أرسلهم فارغين
عضد يعقوب عبده، فذكر رحمته
كما تكلم لآبائنا، إبراهيم ونسله إلى الأب
تأمل
وصلنا إلى القسم الأخير من نشيد مريم "تعظم نفسي الرب"، حيث تقول مريم أن الله يشبع الجائعين بكثير من الخيرات، ويرسل الأغنياء فارغين. هنالك نوعان من الاغنياء: النوع الأول هم الأغنياء الذين يمتلكون المال ويعتبرونه أهم شيء لديهم، ويفكرون فقط بأنفسهم ولا ينظرون إلى الفقراء. فحال هؤلاء كحال الأغنياء الذين طردهم يسوع من بيت الله. أما النوع الثاني، فهم الأغنياء الذين يهتمون بالفقراء ويساعدونهم. يرحم الله هؤلاء الأغنياء، كما فعل يسوع مع زكا العشار، الذي وعد بأن يعيد لمن ظلمهم أربعة اضعاف، وقال له اليوم حصل خلاص لهذا البيت. يحب الله الفقراء، ويدعونا إلى الاهتمام بهم، فالفقراء هم الذين يضعون ثقتهم في الله في التواضع والبساطة والقناعة، بعيدا عن الجشع والظلم والحسد. يذكرنا يسوع كيف أن الفقراء لهم ملكوت السماوات: "طوبى لكم أيها الفقراء، فإن لكم ملكوت الله (لوقا ٦: ٢٠).
وهنا ألقت مريم العذراء نظرة على التدبير الخلاصي منذ إبراهيم، لترى فيه تاريخ رحمة. نحن نعرف وعد الله لإبراهيم أنه سيباركه هو ونسله. ويسوع المسيح هو من ذلك النسل الذي به ستتبارك جميع الامم. ابراهيم هو أب جميع المؤمنين. لذلك فإن رحمة الله تشمل جميع البشر، وتشملنا نحن أيضا، لأننا أبناء ابراهيم بالإيمان. وتصلنا هذه الرحمة في يسوع المسيح. فالله لا ينسانا ويذكرنا في رحمته. قد يبطئ الله ولكنه لا ينسى أحدا، إنّه يرحمنا لأنه يحبنا، وينتظرنا ويطلب منا ان نرجع اليه، لأنه هو الحب بالذات.
من هذا النشيد نفهم كيف علينا أن نكرم مريم. إننا نصلي السبحة الوردية، ولكن الأهم هو أن نشتبه بمريم العذراء. وهكذا ندخل في التدبير الإلهي الذي تذكره مريم في نشيدها ونكون جزءا منه.
صلاة:
أمنا الحنونة، احمينا ورافقينا في لحظات حياتنا الصعبة. نحن نعرف أنك لا تنسينا بل أنت دائما معنا وبقربنا عندما نلجأ اليك. في ظل حمايتك نضع جميع عائلاتنا لكي تحميها وتدبري أمرها.
فيا سلطانتنا وأمنا كوني عوننا في كل ظروف حياتنا. بين يديك نضع حاضرنا ومستقبلنا. فاحفظينا والطفي بنا واصغي الينا، يا أم يسوع وأمنا. آمين.
صلاة البابا فرنسيس
يا مريم،
أنتِ تُنيرين دائمًا دروبَنا كعلامة خلاص ورجاء.
إننا نُودِعُ أنفسَنا بين يدَيْكِ، يا شفاءَ المرضى، يا مَن شارَكْتِ يسوعَ في آلامِه تحت الصليب، وظّلَّ إيمانُكَ ثابتًا.
يا خلاصَ شعب روما، أنتِ تعرفين ما نحتاجُ إليه. ونحن واثقون أنكِ ستساعديننا، كما في قانا الجليل، كي يعود الفرح والعيد، بعدَ فترةِ المحنةِ هذه.
يا أُمَّ المحبةِ الإلهيّة، ساعدينا لكي نقبلَ إرادةَ الآب، ونعملَ بما يقولُه لنا يسوع، الذي أخذَ على عاتقه معاناتِنا، وحمَل عنَّا آلامَنا، ليقودَنا، عَبر الصليب، إلى فرح القيامة. آمين
تحتَ سِترِ حمايتِكِ نلتجئُ، يا والدةَ الله القّديسة. فلا تغفلي عن طَلَباتِنا في احتياجاتِنا إليكِ، لكن نَجِّينا من جميعِ المخاطرِ على الدوام، أيتها العذراءُ المجيدةُ المباركة. أمين.