رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ثمر الروح .. طول أناة، لطف «وأما ثمر الروح فهو: .. طول أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، تعفف» ( غلاطية 5: 22 ، 23) «وأما ثمر الروح فهو: .. طول أناة» .. عرَّف أحدهم طول الأناة بأنه الصبر الذي لا يُثَار. وبالنسبة للمسيح كم كان تبارك اسمه طويل الأناة! وكم احتمل بُطء قلوب التلاميذ وعدم فهمهم! وكم احتمل شر الأشرار وتبجُّحهـم عليه بطول أناة عجيبة! ويقول الرسول: «فتفكَّروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومةً لنفسه مثل هذه لئلا تكلُّوا وتخوروا في نفوسكم» ( عب 12: 3). وكم نحتاج أن نتعامل مع الآخرين بطول الأناة! وهناك جانب آخر من طول الأناة، وهو انتظارنا الصبور للصلوات. دعنا نثق في حكمة الله وسلطانه، فلا نقلق. ومع أن الله قد يبدو أحيانًا أنه يتحرَّك ببطء، لكنه لا يصل أبدًا بعد الميعاد. لكن علينا أن نُميِّز بين طول الأناة من جانب، وتراخينا عن الواجب المفروض علينا من الجانب الآخر (ارجع إلى حجي1). والشخص المُمتلئ من الروح هو الذي يعلَم متى ينبغي أن يُظهر طول الأناة، ومتى ينبغي أن يتحرَّك للعمل رغم مقاومات الأشرار. «وأمَّا ثمر الروح فهو: .. لُطف» .. اللطف هو التعامل برفق والتصرُّف بدون خشونة مع الجميع. ونحن نقرأ عن لطف الله مع الخطاة. فيقول الرسول: «أم تستهين بغنى لُطفهِ وإمهاله وطول أناته، غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة؟». كما قال أيضًا: «هوذا لُطف الله وصرَامَتُهُ: أما الصرامة فعلى الذين سقطوا، وأما اللطف فلكَ، إن ثبتَّ في اللطف، وإلا فأنتَ أيضًا ستُقطَع» ( رو 2: 4؛ 11: 22). ولقد أظهر المسيح في حياته هذا اللطف، إذ كان اللطف هو سِمة تعامله مع الجميع. شعر بلطفه حتى الأطفال الصغار، فمرة «قدَّموا إليهِ أولادًا لكي يَلمسَهُم. وأما التلاميذ فانتهروا الذين قدَّموهم». فقال لهم: «دَعوا الأولاد يأتون إليَّ، ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله ... فاحتضنهم ووضعَ يديه عليهم وباركهم» ( مر 10: 13 - 16). وشعر بلطفه أيضًا صغار النفوس، فنحن لا ننسى تصرُّفه الرقيق في حادثة المرأة التي أُمسكت في زنا (يوحنا8)! وبالإجمال ما كان المسيح قط خشنًا مع أحد، إلا مع المُرائين والمُتكبرين الذين هم بحق مكرَهة الرب. أما فيما عدا ذلك فما أكثر لُطفه ورقَّته! تُرى هل نحن نُظهر اللطف؟ هذه أيضًا واحدة من تلك الفصوص الرائعة في ثمر الروح. . |
|