رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قام يسوع من بين الأموات أكبر برهان على القيامة أما أثبت البراهين على قيامة المسيح، فجاء في الحوادث التابعة لصعوده. فبعد صَلْبه بسبعة أسابيع فقط نرى تلاميذه يجاهرون أمام الجموع المتجمهرة في أورشليم ذاتها، بحقيقة قيامته. ويوبخون الرؤساء صراحة في مركز سطوتهم على قتلهم المسيح الذي أقامه اللّه من الأموات، ونرى الألوف يؤمنون حالاً بتأثير هذه المجاهرة، وتأثير المعجزات التي فعلها رسله ونسبوها إلى قوة المسيح الذي قام من قبره ممجَّداً. فلو كان تكذيب خبر القيامة ممكناً، لما استطاع التلاميذ أن يجاهروا. ولو لم يقم المسيح حقاً لَمَا تجرأوا أن يعلنوا ما أعلنوه. ثم أنه لا يُعقل أن الرؤساء المبغِضين الذين بذلوا غاية الجهد حتى يصلبوا المسيح يسكتون عن تلاميذٍ سرقوا الجسد ويسكتون عن حراسٍ أقاموهم ليمنعوا التلاميذ عن عملٍ كهذا، فقصَّروا في مهمتهم. لو تجاسر تلاميذه وسرقوا الجسد، فماذا يربحون من سرقة الجسد. لأن مَنْ يصدق قولهم بقيامة سيدهم لمجرد فروغ القبر من جسده؟ وبأي حق يجعلون قيامته أساس وعظهم، وليس لديهم برهان إلا وجود القبر فارغاً؟ ثم أن المحبين الذين يسرقون الجسد في وجود الحراس (على فرض نومهم كما قال اليهود) لن يجرأوا أن يبقوا في القبر أكثر من الدقائق الضرورية لأخذ الجسد، فلا يمكن أن يهتموا بأن يرفعوا الأكفان عن الجسد، ثم يضعوها ملفوفة بترتيب. وأي عاقلٍ يُسلِّمُ بأنهم يسرقون الجسد ويتركون لأعدائه وأعدائهم الأكفان الثمينة؟ وكيف يرفعون الحجر الضخم الذي على باب القبر بدون أن يوقظوا الحراس؟ وكيف يسرقون الجسد ثم يرفض قادتهم من التلاميذ تصديق قيامته، وينسبون الهذيان إلى النساء القائلات بها؟ وكيف يسرق التلاميذ جسده ليلاً ثم في الصباح تتوجَّه النساء اللواتي كُنَّ في مقدمة تابعيه، وبعضهن أمهات بعض التلاميذ آخذات الحنوط إلى القبر؟ ثم أن الصفات والمبادئ السامية القويمة التي اشتهر بها تلاميذه سريعاً بعد موته، واستشهادَهم دون تردد انتصاراً لقيامته، أمورٌ لا تتّفق مطلقاً مع اتِّهامهم بحيلةٍ كاذبة لهذه الدرجة. |
|