|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
محاضرة قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث فى اللأهــــوت المـقارن بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد أمين محاضرة يوم الثلاثاء المبارك الموافق 4 / 12 / 2007 الـرد عـلى الأريــوســـــيـيـن ( الآيات الخاصة بخضوع الابن ) كلمتكم عن : معرفة الابن لتلك الساعة ، وعن الآية الخاصة بـــ ( أبى أعظم منى ) وعن الآية الخاصة بـــ ( أعطاه وجعله ) وأقدم لكم اليوم آية من الآيات التى يسئ الأريوسيون فهمها وهى ( خضوع الابن ) فى ( 1كو 15 : 28 ) يقول : ( ومتى أ ُحضع له الكل فحينئذ للابن نفسه أيضاً سيخضع للذى أخضع له الكل كى يكون الله الكل فى الكل ) الأريوسيون يقولون أنه ما دام أن الابن سيخضع للأب إذا الابن أقل من الأب ، فيكون غير مساوي له فى الجوهر وهذا ما سنرد عليه فى هذه الليلة إن شاء الله . أتذكر أن هذه الآية كانت موضع حوار بينى وبين شهود يهوه سنة 53 ، قبل رهبنتى ، وأنا كنت أعرف صعوبتها ، قالوا لى ( 1 كو 15 : 28 ) وأنا أعرف الآية ، ثم قرأت الآية ( متى أخضع له الكل فحينئذ الابن نفسه أيضاً سيخضع للذى أخضع له الكل ) . فقلت لهم ( حينئذ ) أى وقت القيامة ، سيخضع الابن ؟ هل هو لم يكن خاضعاً قبل ذلك ؟ وتعلقت بكلمة ( حينئذ ) ، الابن الذى قال للأب : ( لتكن لا مشـيـئـتــى بل مشـيـئـتـك ) الابن الذى أطاع حتى الموت ، موت الصليب ، الابن الذى يفعل دائما ما يرضيه ( يو 8 : 28 ) ، الابن الذى قال ( لا كما أريد أنا بل كما تريد أنت ) ، الابن الذى قال : ( لتكن مشـيـئـتـك ) ( مت 26 : 39 ـــ 42 ) الابن الذى قال : ( طعامى أن أعمل مـشـيـئـة أبى وأتتم عمله ) ( يو 4 : 34 ) ، الابن الذى قال للآب : ( العمل الذى أعطيتنى لأعمله قد أكملته ) ، هل لم يكن خاضعاً ؟ لماذا إذا قال ( حـيـنـئـذ ) ؟ ولم يعرفوا أن يجاوبوا ، وتركوا هذه الآية . ثم بدأت أرجع إلى أقوال الآباء فى هذا الموضوع منذ سنة 53 لكى أبحث عن هذا الموضوع ، الآباء دائما يقولون نقرأ الفصل كله ونرى مناسبته ونعلق عليه ، الفصل يقول : ( وبعد ذلك النهاية ُ متى سلم المُلك لله الآب متى أبطل كـُل رياسه وكـُل سلطان وكـُل قـُوة لانهُ يجب أن يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه . آخر عدُو يُبطـل ُ هُو الموتُ . لأنهُ أخضع كـُل شىء تحت قدميه . ولكن حينما يقول { إن كل شىء قد أخضع } فواضح أنه غير الذى أخضع له الكل . ومتى أخضع له الكل فـحـيـتـئـذ الابن نفسه أيضاً سيخضع للدى أخضع له الكل كى يكون الله الكل فى الكل ) . فمسكوا موضوع ( متى سلم الملك لله الآب ) ونحن يجب أن نفهم الكتاب المقدس بعمق ونفهم كلمة ( ةمتى سلم الملك لله الآب ) هل المُلك لم يكن فى يد الله الآب قبل ذلك لكى يبدأ أن يسلمه له فى النهاية ؟ ، طبيعى أن الله الآب يملك كل شئ ، هل هو فى النهاية سيسلم لله الآب كل شئ ؟ ولما يسلم المُلك لله الآب ، هل لا يبقى للمسيح مُلك ؟ بعد أن يسلم المُلك لله الآب ؟ بينما فى ( دا 7 : 14 ) يقول : ( سلطانه سلطان ما لن يزول ، وملكوته ملكوت ما لن ينقرض ) ما معنى سلم المُلك للآب ؟ وما معنى خضوع الناس ؟ وخضوع الكل ؟ يجب أن نفهم هذا الموضوع . الله يملك الأرض وما عليها ولكن عمليا ً ليس الكل خاضعاً ، يوجد عصاة ويوجد خطاة ، ويوجد جسد يشتهى ضد الروح ، يوجد من يرتد ويوجد من يجدف ، يوجد من يتوب ، يوجد من يقاوم ملكوت الله ، إذا نظريا الله يملك كل شئ ، لكن عملياً ليس الكل خاضعاً له ، متى يكون الكل خاضعاً له؟ فى نهاية العالم ، لما تقوم القيامة ويبدأ الملكوت ، فى هذه الحالة سوف لا يوجد شيطان ولا يوجد جنود له ، ولا يوجد خطاة ، ولا توجد خطية ، لأن كل هؤلاء سيطرحون فى البحيرة المتقدة بالنار والكبريت ، لهذا هو قال : ( متى أبطل كل رئاسة وكل سلطان وكل قوة ) فى هذا الوقت لا يزال يوجد سلطان وهناك قوة وهناك رئاسات ، وهناك أشياء كثيرة تعمل ضد ملكوت الله ، حتى الشيطان قيل عنه أنه حينما يحل من سجنه يخرج لكى يضل الأمم . لما الكل ينتهى ، تبطل كل قوة وكل سلطان ويبطل الشيطان والخطية ، ويُطرح الكل فى البحيرة المتقدة بالنار والكبريت ، لا يبقى إلا المفديون الغالبون ، المفديون الغالبون الذين وعدهم الرب بوعود كثيرة فى ( رؤ 2 ، رؤ 3 ) ( من يغلب فسأعطيه إكليل الحياة ) ، ( من يغلب فسأعطيه أن يلبس ثياباً بيضاً ) ، ( من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة ) ، ( من يغلب لا يقدر عليه الموت الثانى ) أشياء كثيرة ، هؤلاء الغالبون الذين قادهم الرب فى موكب نصرته هم الذين يقدمهم لله الآب خاضعين له . فهذا الخضوع ليس خضوع أقنوم لأأقنوم ، لأن الأقانيم متساوية فى الإرادة وفى القوة وفى العمل وفى المشيئة وفى كل شئ ، لا يوجد أقنوم يخضع لأقنوم ، وأيضاً يقول أنا والآب واحد ويقول : ( ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد ) فى ( يو 17 : 22 ) فلا يوجد خضوع أقنوم لأقنوم ، كلهم متساوون ، ولكن الخضوع هو خضوع البشر الذين غلبوا وانتصروا . لماذا قال أن الابن يخضع ؟ الابن هو رأس الكنيسة والكنيسة هى جسده ، فالآباء يقولون أن خضوع الابن معناها أن الابن وهو رأس الكنيسة يقدم خضوع الكنيسة لله الآب ، وهو ينوب عن الكنيسة فى كل شئ ، هو صام عنا هو دخل فى معمودية التوبة لأجلنا ، وناب عنا فيها ، وهو مات على الصليب نيابة عنا ، وهو أيضاً سيقدم خضوع الكنيسة نيابة عنا لأنه اتبع هذه السياسة ، حينما قال لشاول الطرسوسى : ( لماذا تضطهدنى ) كان يقصد الكنيسة لكنه هو ينوب عن الكنيسة ويعتبر أن ما يحدث للكنيسة هو يحدث له ولما قال : ( كنت عرياناً فكسوتمونى ، وكنت عطشاناً فسقيتمونى ، وكنت جوعاناً فأطعمتمونى ) كان يتكلم أيضاً نيابة عن الكنيسة ، فهو يعتبر الكنيسة هى شخصه ، ويقول : ( مهما فعلتموه بأحد هؤلاء الأصاغر فبى قد فعلتم ) خضوعنا نحن ينسبه إلى نفسه ، ففيه يمثل خضوع البشرية التى غلبت . ما معنى هذا الخضوع ؟ معنى هذا الخضوع أنه منذ الآن أيها الآب لا يثور عليك أحد ، ولا يعصاك أحد ، سواء من الذين فوق الأرض والذين تحت الأرض ، والذين على الأرض ، كل ركبة تجثو باسم يسوع المسيح ، هذا يحدث بعد القيامة حينما يسلم الملك لله الآب . وهذا الرأى ـــ الذى يقول أن الابن هو الرأس ويقدم خضوع الجسد ـــ هو الرأى الذى قاله القديس جيروم والرأى الذى قاله القديس أمبروسيوس . والآباء يحاولون أن يربطوا بين ( مز 8 : 7 ، 8 ) و ( عب 2 : 8 ) يقول فى ( عب 2 : 8 ) : ( { ما هُو الإنسانُ حتى تذكـُرهُ ، أو ابنُ الإنسان حتى تفتقدهُ ؟ وضعتهُ قليلاً عن الملائكة . بمجد وكرامة كللتهُ ، وأقمتهُ على أعمال يديك . أخضعت كـُل شئ تحت قدميه } ) . ثم يقول بعدها : ( لأنهُ إذ أخضع الكـُل لهُ لم يترك شيئاً غير خاضع لهُ ـــ على أننا الآن لسنا نرى الكـُل بعد مخضعناً له ُ ) متى يكن الكل مخضعاً له ؟ لما تقوم القيامة وينتهى عالم الأشرار وعالم الخطية ويبقى فقط الغالبون المفديون الذين يُـقدمون للآب ويكونون الملك الخاص به . ولهذا عن هذا المـُلك نرى أن السيد المسيح فى بداية بشارته فى إنجيل مرقس يقول : ( قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل ) ولم يقل ملكوت الله قد يم لأن ملكوت الله قد تم على الصليب حينما عـُلق على خشبة ، لكن قال قد اقترب الملكوت ، ولكى تكونوا أبناء الملكوت يجب أن تتوبوا ولذلك أعطى الرسل خدمة المصالحة وينادوا ويقولوا اصطلحوا من الله فبهذا الصُلح وبهذه التوبة يتكون الملكوت . ثم أن هناك ملاحظة يلاحظها أيضاً القديس جيروم ، يقول أنه قال : ( ومتى أخضع لهُ الكـُلُ فحينئذ الابن نفسهُ أيضاً سيخضع ُ للذى أخضع لهُ الكـُل كى يكـُون الله الكـُل فى الكـُل ) لم يقل ( يكون الآب الكل فى الكل ) بل قال : ( ليكون الله الكل فى الكل ) لأن كلمة الله معنا أيضاً الثالوث القدوس . </B></I> |
|