رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأمّلات في الموت والقيامة ثمّة حقيقة لا مناصّ منها، وهي أنّ #الموت يتربّص بنا في لحظة من لحظات حياتنا. فكيف ينبغي التعامل مع هذه الحتميّة؟ هل نستسلم لها ونحيا حياتنا خائفين من حدوثها عاجلاً أم آجلاً؟ أم يجب أن نواجهها بشجاعة ونحيا كأنّها حاصلة في أيّ لحظة؟ أنحيا هذا الموت الآتي خوفًا دائمًا أم نعتبره أمرًا طبيعيًّا وننصرف إلى حياتنا اليوميّة بشكل طبيعيّ؟ يفتتح كاليستوس وير مقالته "في الموت و#القيامة"، الواردة في كتابه "الملكوت الداخليّ" (ترجمة كاترين سرور، تعاونيّة النور الأرثوذكسيّة للنشر والتوزيع، 2001)،كما يأتي: "في طقس الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة، تبقى أبواب الإيقونسطاس الوسطيّة مغلقة خلال تلاوة الصلوات التي تسبق مباشرة بدء القدّاس أو الإفخارستيّا". وعندما يبدأ القدّاس الإلهيّ تُفتح الأبواب ويظهر الهيكل للعيان ويعلن الكاهن المباركة الأساسيّة. هذه اللحظة الهامّة والأساسيّة يذكرها القدّيس يوجين تروبتسكوي (+1920) في كلماته الأخيرة وهو على فراش الموت بقوله: "فُتحت الأبواب الملكيّة! سيبدأ القدّاس الإلهيّ!". لم يكن الموت بالنسبة إليه بابًا يُغلق بل بابًا يُفتح؛ لم يكن الموت نهايةً بل بدايةً. وشأن المسيحيّين الأوائل، رأى هذا القدّيس موته على أنّه يوم مولده. هذا الكلام يذكّرنا بما أعلنه سمعان الشيخ حين حمل يسوع طفلاً في تقدمته إلى الهيكل. قال: "الآن أطلق عبدك أيّها السيّد على حسب قولك بسلام فإنّ عينيّ قد أبصرتا خلاصك" (لوقا 2، 29-30). سمعان رأى المخلّص، المسيح المنتظر، فما بات ينقصه شيء في هذه العالم، لذا طلب إلى الله أن يُطلقه من هذا العالم إلى عالم الخلاص. ويوجين تروبتسكوي رأى أنّ انتقاله من هذا العالم انتقالاً إلى الاشتراك في القدّاس الإلهيّ الذي هو شركة ما بين الأحياء والأموات. رأى أنّ الموت هو البداية الحقّ للحياة الجديدة في حضرة الله الدائمة. في المقالة ذاتها يورد الكاتب قولاً للمطران أنطوني بلوم: "الموت هو حجر الزاويةبالنسبة إلى موقفنا من الحياة. فالذين يخشون الموت يخشون الحياة أيضًا. إذ من المستحيل ألاّ نشعر بالخوف من الحياة بكلّ تناقضاتها وأخطارها إذا كنّا نحشى الموت (...) فقط بمواجهتنا الموت وتحديقنا به، وبإعطائنا إيّاه المعنى الذي يستحقّه وتحديد المكانة التي تناسبه ومكاننا نحن بالنسبة إليه، نستطيع أن نعيش من دون خوف، مستندين طاقاتنا إلى أقصى حدّ". لكنّه سرعان ما يحذّرنا وهو إهمال الطابع الغامض للموت، لذلك ينبغي ألاّ نسخّف الموت. فهو بالطبع واقع محتوم ولكنّه، في الوقت ذاته، ذاك المجهول الكبير. أين موقع القيامة من كلّ هذا الكلام؟ يجيب كاليستوس وير: "إنّ نموذج الموت-القيامة الذي يتكرّر إلى ما لا نهاية في حياتنا يتّخذ معنى أعمق في حياة مخلّصنا يسوع المسيح وموته وقيامته. إنّ تاريخنا نحن ينبغي أن يُفهم على ضوء تاريخه هو الذي نحتفل به كلّ في أسبوع الآلام المقدّسة العظيم (...) نجد فيخدمة القدّاس الإلهيّ بحسب القدّيس باسيليوس الكبير، أنّ موت المسيح هو موت يعطي الحياة (...) هذا ما تؤكّده الكنيسة الأرثوذكسيّة في العظة المنسوبة إلى القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم: لا يخشينّ أحد الموت لأنّ المخلّص حرّرنا منه ؛ فقد أباده بعد أن ذاقه. المسيح قام ومَلَكَت الحياة. المسيح قام ولا ميت في القبر". ما موقفنا نحن؟ أن نبتهل مع المبتهلين طالبين إلى الله أن يستجيب هذا التضرع: "أن تكون أواخر حياتنا سلاميّة بلا حزن ولا خزي أمام منبر المسيح نسأل". هذا يتطلّب منّا أن نكون مهيّئين عبر عيشنا حياة التوبة الدائمة فلا نقف مع الخائبين بل مع المخلّصين. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قوته ما بين الموت والقيامة |
فرح المسيح في الموت والقيامة |
الموت والقيامة |
ما بين الموت والقيامة |
الموت مع المسيح والقيامة معه |