رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ» (غلاطية20:2) عندما مات المسيح على الصليب فقد مات ليس فقط كبدل عني وحسب لكنه مات ممثلاً إياي أيضاً، وهو لم يمُت لأجلي فقط بل مات موتي. عندما مات كان هناك شعور حقيقي بأنني أموت أنا، فكل ما كنت عليه كابن آدم، كل ذاتي القديمة الشريرة غير المتجدّدة سمِّرتْ على الصليب، وفي حِساب اللّه أصبح تاريخي كإنسان في الجسد صار مُنتهياً. هذا ليس كل شيء، فعندما دُفن المُخلِّص دفنت أنا أيضاً، فأنا مُتَّحدٌ مع المسيح في دفنه، وهذه يُصوِّر بطلان «الأنا» العتيق من نظر اللّه إلى الأبد. وعندما قام الرّب يسوع من بين الأموات قُمت أنا أيضاً. لكن تتغيّر الصورة هنا، فالذي قام ليس ذاك الذي دُفن، ليس الذات العتيقة. كلاّ، إنه الإنسان الجديد الذي يحيا المسيح فيه. قُمت مع المسيح لأَسيرُ في جدَّة الحياة. إن اللّه يرى كل هذا كحدثٌ وَضعيّ، والآن يريده أن يصبح حقيقة عملية في حياتي. يريدني أن أحسُب نفسي أنني مررت في دائرة الموت والدفن والقيامة هذه، لكن كيف أعمل ذلك؟ عندما تأتيني التجربة عليّ أن أستجيب لها تماماً كما تستجيب الجُثّة الهامدة لغواية الشر. بلا تجاوب، وكأني أقول في الواقع، «لقد مُتُّ عن الخطية، وأنت لست سيّدي فيما بعد، فأنا ميّت بالنسبة لك». يجب علي يوماً بعد يوم أن أعتبر ذاتي العتيقة الفاسدة قد دُفنت في القبر مع يسوع، وهذا يعني أنني لن أكون في الباطن منشغلاً بها، ولن أبحث فيها عن أي شيء ذات قيمة أو يخيب أملي بسبب فسادها المُطلق. وأخيراً، سأحيا كل لحظة كمَن قام مع المسيح إلى جدّة الحياة بطموحات ورغبات جديدة ودوافع جديدة وحرية جديدة وقوة جديدة. يخبرنا جورج مولر كيف فهم هذه الحقيقة من التماثُل مع المسيح: في يوم من الأيام كنت قد مُتُّ، مُتُّ عن جورج مولر، عن آرائه وأفضلياته وذوقه وإرادته، متُّ عن العالم وعن إستحسانه أو نقده، عن إستحسان أو نقد إخوتي وأصدقائي، ومنذ ذلك الحين وأنا أدرس فقط لأُظهر نفسي مرضياً لدى اللّه. |
|