رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما اعظم رحمة الله وما اروع محبته ما اعظم رحمة الله وما اروع محبته . هو الرحمن الرحيم ، المحب العظيم . كثيرا ً ما ننسى رحمته ونغفل محبته مع انه دائما ً يظهرها ويعلنها . يقول داود النبي : " الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ. لاَ يُحَاكِمُ إِلَى الأَبَدِ ، وَلاَ يَحْقِدُ إِلَى الدَّهْرِ . لَمْ يَصْنَعْ مَعَنَا حَسَبَ خَطَايَانَ ، وَلَمْ يُجَازِنَا حَسَبَ آثامِنَا . لأَنَّهُ مِثْلُ ارْتِفَاعِ السَّمَاوَاتِ فَوْقَ الأَرْضِ قَوِيَتْ رَحْمَتُهُ عَلَى خَائِفِيهِ . كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا. كَمَا يَتَرَأَفُ الأَبُ عَلَى الْبَنِينَ يَتَرَأَفُ الرَّبُّ عَلَى خَائِفِيهِ." ( مزمور 103 : 8 – 13 ) خرج الابن الضال حاملا ً نصيبه من المال وسافر تاركا ً اباه . وبذر ماله واسرف وعمل كل الشرور ، واهان شيبة والده . وجاع واحتاج وصارع الخنازير ليحصل على طعامهم ويملأ بطنه ُ خرنوبا ً . وفي قاع الذل والمهانة واليأس رجع الى نفسه ، وبدت في مخيلته صورة ابيه . رأى عينيه تفيضان رحمة ، وملامحه تنطق حبا ً ، وابتسامته تحمل عفوا ً . وعاد ، وإذ لم يزل بعيدا ً رآه أبوه فتحنن ، وركض وعانقه وقبّله وقبِله . وفي حضن ابيه ادرك ان رحمته ُ قوية " مِثْلُ ارْتِفَاعِ السَّمَاوَاتِ فَوْقَ الأَرْضِ " ومحبته جارفة ، طردت امامها كل خطاياه وآثامه " كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ " أبعدها . والبسه الحلّة الأولى ، وجعل في يده ِ خاتما ً ، وصنع وليمة ، وفرح جميع من في البيت بالابن العائد . هذه رحمة الرحمن الرحيم لي ولك ولجميعنا ، ولكل ابن ٍ يعود الى ابيه من متاهات الارض وطرقها . لتتمتع بتلك الرحمة وتنعم بهذه المحبة وتحيا وسط النعمة ، تعال ، أفق ، انظر حولك ، تجد خرنوب الخنازير يخرب الجوف ، وينجس القلب ويتعس المعيشة . انظر الى ابيك الرحيم وعد اليه . وارتشف محبته ، ويحتويك في حضنه ، ويقبّلك ويقبلك . |
|