رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خطة الله متناغمة ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده ( رو 8: 28 ) إن خطة الله متناغمة «كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ». إنها تعمل بموجب أسلوب مُسبق. لا تجيء حوادث الحياة بالنسبة للمؤمن إلا مترابطة. فالوصفة التي يكتبها الطبيب تتألف من عدَّة عقاقير، بحيث إن تناول أي منها وحده لا يأتي بأي نفع، بل قد يكون ضارًا، لكن عندما تُمزج معًا بتوجيه طبيب ماهر خبير ـ تُصبح علاجًا شافيًا. وقد أورَدَ ”باركلي“ - في ترجمته – هذه الآية في رومية 8: 28 كما يلي: ”نحنُ نَعلَمُ أَنَّ الله يمزج كل الأشياء للخير للذين يُحِبُّونَه“. فإذا أخذت اختبارات الحياة، كلٌّ على حدة، لا تظهر أنها للخير، ولكن إذ تؤخذ مُجتمعة مُمتزجة لا تُنتج إلا الخير. عندما تحلّ الكوارث يسأل عدم الإيمان: ”كيف يمكن أن تعمل هذه للخير؟“ والجواب: ”انتظر إلى أن ينتهي الطبيب العظيم من وصف الدواء“. مَن مِنَّا ينظر إلى السنين الماضية من حياته ويرى أشياء كانت تظهر أنها بلايا ضارة، وأثبتَ الزمان أنها بركات مُتخفِّيَة؟ يمزج الرسام ألوانًا لا تظهر للناظر العادي أنها تصلح لإتمام الغاية التي خُلِطت من أجلها. ولكن اصبر إلى أن ينتهي الرسام من عملية المزج، وسترى. شبَّه بعضُهم الحياة بلوحة من قماش عليها رسوم دقيقة يجري نسجها على آلة النسيج. فلكي تكون الرسوم جميلة لا بد أن تكون الخيوط المُستخدمة ذات ألوان مُتباينة؛ فبعضها لامع جميل، وبعضها الآخر مُعتِّم أو قاتم. لكنها – كما هي – تعمل معًا لإبراز جمال اللوحة. في وقت التجربة الشديدة نجد أنفسنا مُعرَّضين للظن بأن ظروفنا التي نمرّ بها فريدة من نوعها، على الرغم من موافقتنا على المبدأ بشكلٍ عامّ. إن كان الأمر هكذا، فالآية إذًا باطلة، ولا معنى للقول إن الله بعنايته يُهيمن على شؤون الناس. فيوسف، مثلاً، إذ ناءت به المصائب المُتلاحقة، فنُفيَ بعيدًا عن الأهل، وبيع عبدًا، وأخيرًا طُرِح في السجن وهو بريء، لم يكن من السهل عليه أن يرى تلك المصائب تعمل لخيره. لكنه، إذ تذكَّـر تلك الأحداث بعد وقتٍ طويل، قال لإخوته: «أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرًّا، أَمَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْرًا» ( تك 50: 20 ). إن لله في أحداث الحياة قصدًا لائقًا به يعرفه هو نفسه، أما نحن الذين لا نعرف إلا القليل فعلينا أن نقبل به، وأن نرضى عنه. بل إننا إن دُعِينا لمواجهة غضب الإنسان أو الشيطان، فإننا نستطيع التأكُد بثقة من أن ذلك سيؤول أخيرًا لتسبيح الله، فهو لا بد أن يمنع حدوث ما لا يؤول إلى تسبيحه. |
|