رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يعقوب في مخاضة يبوق ثُمَّ قَامَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَأَخَذَ امْرَأَتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ وَأَوْلاَدَهُ الأَحَدَ عَشَرَ وَعَبَرَ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ ( تكوين 32: 22 ) بعد رحلة دامت عشرين عامًا في حاران عند خاله لابان ظهر له الرب في حلم قائلاَ له: «أنا إله بيت إيل حيث مسحتَ عمودًا، حيثُ نذرتَ لي نذرًا. الآن قُم اخرُج من هذه الأرض وارجع إلى أرض ميلادك» ( تك 31: 13 ). ولكي يصل يعقوب إلى بيت إيل كان لا بد أن يعبر مخاضة يبوق، وهذا يتناسب مع بيت إيل لأن كلمة “يبوق” تعني “يُفرِّغ”، وهذا ما تم مع يعقوب في مخاضة يبوق، عندما أجاز كل ما له «أخذهم وأجازهم الوادي، وأجازَ ما كان له. فبقيَ يعقوب وحدَهُ، وصارَعَهُ إنسانٌ حتى طلُوع الفجر» ( تك 32: 23 ، 24). والذي بدأ المصارعة هو الرب وليس يعقوب، واستمرت المصارعة لعدة ساعات. والملاحظ في هذه المصارعة جهاد يعقوب «في البطن قبضَ بِعَقِب أخيهِ، وبقوتهِ جاهدَ مع الله. جاهدَ مع الملاك وغلبَ. بكى واسترحَمَهُ» ( هو 12: 3 ، 4). ونتيجة المصارعة أن الرب “لمس” حُق فخذ يعقوب فانخلع، وبهذه النتيجة وصل الرب إلى الهدف من المصارعة “تفريغ يعقوب من ذاته”. وبعدما ضرب الرب حُق فخذ يعقوب، أراد الرب أن ينهي المصارعة قائلاَ له: «أطلقني، لأنه قد طلعَ الفجر». لكننا نجد دموع يعقوب التي أشار إليها هوشع «بكى واسترحَمَهُ»، فقالَ: «لا أُطلِقكَ إن لم تُباركني». ولقد كانت مخاضة يبوق نقطة تحوُّل في حياة يعقوب، وطلب يعقوب البركة من الرب بدموع، والرب في نعمتهِ أجاب طلب يعقوب «فقال له: ما اسمك؟ فقال: يعقوب. فقال: لا يُدعى اسمُكَ في ما بعد يعقوب بل إسرائيل، لأنكَ جاهدتَ مع الله والناس وقدرت». وسأل يعقوب وقال: «أخبرني باسمك. فقال: لماذا تسأل عن اسمي؟ وباركَهُ هناك» ( تك 32: 27 -29). لقد سأل الرب يعقوب عن اسمه وهو يعرف اسمه، وبهذا أراد من يعقوب أن يقرّ ويعترف “إني أنا المتعقب الذي اعتمدت على ذاتي في كل شيء، وبقلب مُنكسر وروح منسحق أتذلل أمامك وأقول لك يا رب: أنت تعلم كل شيء”. وفي مخاضة يبوق لا نرى يعقوب بل نرى إسرائيل أي “أمير الله” وما أجمل القول: «وباركَهُ هناك ... وأشرقت له الشمس إذ عبرَ فنوئيل وهو يخمَعُ على فخذهِ» ( تك 32: 31 ). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مخاضة يبوق |
يعقوب في يبوق |
مخاضة حياة |
عبر مخاضة يبّوق |
عبر مخاضة يبّوق |