رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا تحزنوا كالباقين وماتت سارة ... فأتى إبراهيم ليندب سارة ويبكي عليها. وقام إبراهيم من أمام ميته ( تك 23: 2 ، 3) ليس بالمُستغرب أن يبكي إبراهيم سارة. إن رجل الإيمان لا يكبت مشاعره الرقيقة، ولا يمنع دموعه، ولكنه في ذات الوقت لا يستسلم للآلام، ولا يسترسل في الأحزان، لذا يقول الكتاب: «وقام إبراهيم من أمام ميته». فما الذي مكَّن إبراهيم من أن يتحول عن أحزانه وآلامه وخسارته الفادحة؟ لماذا لم يغوص في أعماق الحزن المؤدي إلى الكآبة واليأس؟ بل كيف أخرج نفسه من تأثير مشاهد الموت والفراق؟ .. أعتقد أنه استطاع ذلك لأن قلبه كان متأصلاً في حقائق عظيمة أمسك بها إيمانه، فأمكنه أن يجتاز هذه الفترة العصيبة، وهذه التجربة الأليمة، بنجاح وثبات. أولاً: كان يؤمن بإله القيامة ( عب 11: 19 )، فسارة ستقوم وسيلتقيا مرة أخرى، بل إن مغارة المكفيلة حيث دُفنت سارة، توحي بهذا. فكلمة ”مكفيلة“ تعني ”رجوع ثانية“. فالإيمان يُعلن للمؤمن أن الموت فراق مؤقت يعقبه لقاء دائم. ثانيًا: أدرك إبراهيم أنه «غريب ونزيل» (ع4) وأنه متجه للوطن السماوي. أ لم يكن ينتظر المدينة التي لها الأساسات، التي صانعها وبارئها الله؟ أ لم يكن يبتغي وطنًا أفضل، أي سماويًا ( عب 11: 10 ، 16). أ لم يكن يحِّن إلى وطن أفضل بلا أحزان وبلا آلام؟ ثالثًا: لقد عاشت سارة بالإيمان وماتت في الإيمان ( عب 11: 13 ). والإيمان يرفع النفس حتى فوق المشاعر الطبيعية إذ يرى ما لا يُرى، ويجعلنا نرى المجد السماوي فلا نخور أمام آلام الزمان الحاضر. رابعًا: تعلَّم إبراهيم أن الله هو إله التعويضات، فقد سبق وعوَّض عن إسماعيل بإسحاق. ودبَّر الكبش بدلاً عن إسحاق، وبالتأكيد كان سيملأ الفراغ الذي تركته سارة ويعوّض عن خسارتها. وبالفعل، لم يمضِ وقت طويل حتى أتت رفقة، وبدأت تملأ الفراغ ( تك 24: 67 ). ولا شك أن هذا عزى إبرهيم كثيرًا. خامسًا: أدرك إبراهيم أنه ما زال أمامه مسئوليات في الحياة ليتممها، لذا لا داعِ للاسترسال في الأحزان، بل ليتشدد وليتشجع ليقوم ويواصل مسيرة الإيمان «وقام إبراهيم من أمامه ميته». أحبائي .. أمام مشاهد الموت، هل نغوص في الأحزان والآلام، أم نقوم بالإيمان رافعين رؤوسنا مواصلين مسيرتنا؟ |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لا تحزنوا كالباقين |
لا تحزنوا كالباقين |
لا تحزنوا كالباقين |
لا تحزنوا كالباقين |
لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم |