رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشركة اليومية مع الله وأناخ الجمال خارج المدينة عند بئر الماء وقت المساء... وقال: أيها الرب إله سيدي إبراهيم، يَسِّر لي اليوم ( تك 24: 11 ، 12) من المهم أن نلاحظ أن الإدراك البسيط للحق لا يعيق عن التمتع بالشركة الدائمة اليومية مع الله. فقد تكون قد سلمت حياتك للمسيح أمسًا فقط، أو تكون شيخًا أبيَّض شعرك في خدمة الله، ولكن هذا لا يؤثر على الحقيقة الثابتة ألا وهي أن الشركة في متناول جميع المؤمنين، الكبير كما الصغير، والمتعلم كغير المتعلم. انظر إلى القصة الجميلة في تكوين24؛ كيف خرج العبد ليبحث عن زوجة لإسحاق. لم يكن لقديس العهد القديم هذا جزء يسير مما لنا من المعرفة والامتياز، ولكنه مع هذا قد فاز وتمتع بعادة الحديث المستمر مع الله. أخذ العبد الجمال وقام وذهب إلى أرام النهرين إلى مدينة ناحور «وأناخ الجمال خارج المدينة عند بئر الماء وقت المساء، وقت خروج المُستقيات» (ع11) وماذا كان يفعل بينما كانت الجمال تشرب؟ هل كان يجول بنظره هنا وهناك ليكتشف أي العذارى كانت الأجمل؟ أيتهن كانت تليق لأن تكون زوجة لابن سيده؟ كلا، بل كان يصلي، فلم يركع وإنما قال: «ها أنا واقف على عين الماء، وبنات أهل المدينة خارجات ليستقين ماء» (ع13). يظن الكثيرون أنه إذا لم تكن لهم غرفة خاصة أو إذا لم يكونوا في اجتماع فإنهم لا يستطيعون أن يتكلموا مع الله. لماذا؟ إنك تستطيع أن تخاطب الله وأنت تسير في الشارع. فهذه البئر كانت مكانًا عامًا «وقال: أيها الرب إله سيدي إبراهيم يسِّر لي اليوم» (ع12). صلاة جميلة للمسيحي مهما كانت حياته أو عمله أو وظيفته. إن كان ما يواجهه عملاً عاديًا يعمله كل يوم أو أمرًا عظيم الأهمية يمكنه أن يقول: ”أيها الآب أرجوك أن تيسِّر لي اليوم“. فهل يا أخي ويا أختي، في كل يوم، بل في كل ساعة، ترفعان قلبيكما وتقولان هذا؟ هل تعلمتما ممارسة الشركة مع الله؟ وبينما نطلب هذا الاختبار يجب ألا نستهين بامتياز المخدع. إن مَن لا يختفي عن الأنظار لينفرد بالله في محادثة طويلة لا يتعلم مُطلقًا كيف يسير في الخارج في عشرة مع الله، فإنه في السر فقط تتجدد يوميًا حلقات الصلة التي تستطيع مقاومة ضغوط الحياة الخارجية ومطاليبها، فما نحتاج إليه هو ألا ينقطع عمل المخدع بعد أن نفتح بابه ونخرج، بل ليستمر الحديث المقدس بقوة ثابتة طول اليوم. |
|