رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الجلجثة فأخذوا يسوع ومضوا به. فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع الذي يُقال له موضع الجمجمة، ويُقال له بالعبرانية جلجثة حيث صلبوه، وصلبوا اثنين آخرين معه ... ( يو 19: 16 - 18) كم نتعجب من ربنا يسوع المسيح، وهو السماوي، إذ قَبِل أن يولد في مذود، تحوطه البهائم، وكم نتعجب أكثر، وهو البار الذي لم يعرف خطية، إذ نراه معلقًا على صليب، يحوطه المُذنبون والآثمون. في موضع الجمجمة هذا، تمت عملية الصلب القاسية. وإننا لنشعر بالعجز وبالقصور ونحن نتأمل هذا المشهد الرهيب. فمن هو كفؤ ليتحدث عنه؟! في عقوبة الصلب توجد آلام جسدية لا توصف. ومن أبرز مظاهرها إطالة مدة العذاب، فيها يذوق المصلوب ألوانًا من الألم المُبرح بسبب التهاب جروح اليدين والرجلين التي تُثقب في أماكن تكثر فيها الأعصاب، ولا توجد أوردة أساسية، مما لا يسمح بتعجيل نهاية الحياة. ويزيد الألم ذلك الوضع المُتعب للمصلوب مما يجعل التنفس صعبًا. لكن هذه الآلام لم تكن الأقسى، إذ كانت هناك آلام نفسية أشد من الآلام البدنية، وكانت هناك جروح في داخله أشد من جروحه الخارجية. إنها أحزان نفس مُحبة احتُقِرَت محبتها، وإنها كآبة قلب ودود سحقه النُكران والجحود. بل قُل إنها كسرة قلب يذوب حزنًا على مصير الذين لا يبالون بخلاص أنفسهم، ولا يعرفون زمان افتقادهم! لكن أقسى من هذه الآلام وتلك، كانت آلام المسيح الكفارية. فذلك الصوت الذي نادى من السماء لينقذ ابن إبراهيم عن طريق الفدية ( تكوين 22: 11-13)، لم يُسمع في الجلجثة لينقذ ابن الله. لقد كان ابن الله الوحيد هو نفسه ذلك الذبيح العظيم الذي جاء ليموت، فيفدي بموته وذبحه كل إنسان واقع تحت طائلة سيف العدل الإلهي، أجرة لخطاياه. وعلينا أن ندرك تمامًا أن آلام المسيح كانت آلامًا نيابيةً. كما علينا أيضًا أن نعي أن ما احتمله من يد الله لأجلنا، يفوق بما لا يُقاس كل ما احتمله من البشر الخطاة من آلام، عندما جعل الله ذاك الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا. وعندما وضع الرب عليه ـ وهو معلَّق فوق الصليب ـ إثم جميعنا، فحُسب هو كمُذنب مع أنه البار، لنُحسب نحن أبرارًا مع أننا مُذنبون. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لمحة من الجلجثة |
كوم الجلجثة |
من كان معه في الجلجثة ...؟ |
هيا معى الى الجلجثة |
نحو الجلجثة |