رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سبي لوط تكثر أوجاعهم الذين أسرعوا وراء آخر ( مز 16: 4 ) من ضمن أعمال إلهنا معنا الآن التعليم والإرشاد والنُصح كما جاء في مزمور32: 8 "أعلمك وأرشدك الطريق التي تسلكها أنصحك عيني عليك". وكما ورد في ترنيمة موسى وشعب الله "ترشد برأفتك الشعب الذي فديته ..." ( خر 15: 13 ). لكن مَنْ هو الذي يستفيد من ذلك؟ ليس الشخص المُبتعد بقلبه عن الله، ولا مَنْ كانت كل اهتماماته ومشغولياته بأمور عالمية فانية، بل الذي استمع واستجاب لقول الرب "يا ابني أعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي" ( أم 23: 26 ). وبالنسبة للوط نرى حالة مُحزنة جداً، فقد أعطاه الله فرصة ليراجع فيها نفسه إذ قَدُم الملوك لمحاربة بعضهم بعضاً، ولم يكن المقصود من هذه الحرب إلا لوط. وكم من أمور تحدث في هذا العالم وتظهر كأنها أمور طبيعية، بينما يكون القصد منها أحد المؤمنين، كما حدث مع يونان عندما نزل في السفينة ليهرب إلى ترشيش من وجه الرب، فأرسل الرب ريحاً شديدة إلى البحر فحدث نوء عظيم في البحر حتى كادت السفينة تنكسر، فلما ألقوا قرعاً وقعت القرعة على يونان. ونجد هنا أنه لما اختلط لوط بأهل سدوم وصاهرهم وأصبح له شأن عظيم في سدوم التي اختارها لنفسه، لأنه رآها كجنة الرب كأرض مصر، كانت النتيجة أنه بسبب حرب الملوك سُبي لوط. وكم من مؤمنين قد سباهم العالم. ولو راجعوا أنفسهم بإخلاص لذكروا كيف أنهم كانوا في حالة روحية أحسن مما كانت قبل أن يعطيهم العالم شيئاً من النجاح، ولذلك كان لا بد أن يتداخل الرب. عندما سُبي لوط وبلغ الخبر إلى إبراهيم الرجل ذي الأخلاق العالية، الذي كان قلبه مع الرب مرتبطاً بالمذبح، لا نجده شامتاً أو متشفياً في ابن أخيه كما يفعل الكثيرون، ولا قال إنه يستحق لأنه هو الجاني على نفسه، إذ رفع عينيه واختار، فليتحمل مرارة النتائج، ويحصد ما قد زرعه، ولكنه تقدم وجرّ غلمانه المتمرنين واسترجع لوطاً وجميع الذين سُبوا معه. وكنا نتوقع أن يستفيد لوط من هذا الدرس، لكن ما أجهل القلب المُبتعد عن الرب. يا للأسف رجع لوط إلى سدوم ثانية فاحتاج الأمر إلى عملية أخرى أقسى وأشد مرارة من الأولى. "فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتاً وناراً من عند الرب من السماء" ( تك 19: 24 ). |