منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 05 - 2012, 10:29 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

حكمة الصمت
حكمة الصمت

لو قلت أُحدِّث هكذا، لغدرت بجيل بنيك ( مز 73: 15 )

واحدة من أخطر نتائج الكلام أنه يمكننا بألسنتنا أن نُعثر الآخرين. والعثرات بمعناها البسيط هي أن تضع أمورًا تعطل الناس عن مواصلة السير، أو تسبب لهم السقوط.

ولقد تحدَّث المسيح مع تلاميذه عن العثرات بعبارات قوية جدًا، عندما قال لهم: «مَن أعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي، فخيرٌ له أن يُعلَّق في عُنقه حجر الرحى، ويُغرق في لُجة البحر» ( مت 18: 6 ).


لذلك فما أجمل تصرف آساف في مزمور73: 13- 15. فهو في أثناء شروده وحيرته أمسك تمامًا عن الكلام.
فلقد ختم كلمات الحيرة بعبارة خطيرة: «حقًا قد زكَّيت قلبي باطلاً، وغسلت بالنقاوة يدي.
وكنت مُصابًا اليوم كله، وتأدبت كل صباح». ولكن بعدها مباشرة قال: «لو قلت أُحدِّث هكذا، لغدرت بجيل بنيك» (ع15).


وكم هو جميل أن نرى مؤمنًا خارج المقادس، ومع ذلك فإن له المشاعر المقدسة، إذ لا يريد أن يُعثر أحد إخوته الصغار المؤمنين بالرب!

وهي علامة صحية تدل على وجود خوف الله في القلب، حتى عندما لا يكون المؤمن في وضعه الصحيح.

فآساف لم يشارك الآخرين بالشكوك التي راودته في لحظات ضعف إيمانه، وكأنه تذكَّر الحكمة القديمة التي قالها واحد: ”خبِّرني بما أنت متأكد منه، ودَع شكوكك لنفسك، فأنا عندي من الشكوك ما يكفيني“.


لم يُرِد آساف أن يُعثر البسطاء في الإيمان بتلك النتائج المُريعة التي وصل إليها من خلال أفكاره مع نفسه. وهو هنا يتكلم كإسرائيلي حقًا لا غش فيه، وهو إن كان قد فَقَد القدرة على النظرة الصحيحة، لكن الشيء الجميل أنه لم يفقد الضمير الصالح.

وما أكثر تحذيرات الكتاب المقدس، ولا سيما في العهد الجديد من مسألة عثرة البسطاء والضعفاء، فمثلاً يقول الرسول بولس: «لا تُهلك بطعامك ذلك الذي مات المسيح لأجله» ( رو 14: 15 )، ثم يقول:
«فيجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل أضعاف الضعفاء، ولا نُرضي أنفسنا» ( رو 15: 1 ).

ولكن قبل أن ينطق الرب بكلماته الخطيرة عن الإنسان الذي به تأتي العثرة ( مت 18: 6 ، 7)، وقبل أن يسجِّل الوحي الكريم كلمات الرسول بولس القاطعة ( رو 15: 1 - 3)، كان هذا الأمر مكتوبًا على أفئدة الأتقياء.

وإن كان بولس قال إنه سيستغني عن أكل اللحم لئلا يُعثر المؤمنين، فإن آساف قرر أن يمسك عن الكلام لئلا يغدر بهم.

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الصمت حكمة
الصمت حكمة
الصمت حكمة
الصمت حكمة
الصمت حكمة


الساعة الآن 05:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024