رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هاجر من أين؟ وإلى أين؟ «وَقَالَ: يَا هَاجَرُ جَارِيَةَ سَارَايَ، مِنْ أَيْنَ أَتيْتِ؟ وَإِلَى أَيْنَ تذهَبِين؟» ( تكوين 16: 8 ) كانت حياة هَاجَـر مليئة بالظُلم والحزن. كانت أَمَة، لا امرأة حرَّة. لَمَّـا استحَال على سَارَاي أن تحبل بابن لزوجها أبرام، أعطَت جاريتها هَاجَـر لأبْرام لتحبل عوضًا عنها، بقصد أن يُعتبر ابن هَاجَر ملك لسَارَاي. إننا لا نقرأ مُطلقًا أن أحدًا استشار هَاجَـر فى هذا الأمر. يبدو أنه لم يكن لديها خيار فى هذا الموضوع. وعندما علمت هَاجَر أنها بانتظار مولود، «صَغُرْتُ مَوْلاَتُهَا فِي عَيْنَيْهَا» ( تك 16: 4 ). كان هذا خطأ، لكنه رَدّ فعل بشري مفهوم جدًا. ربما كان رَدّ فعل سَارَاي هو الأسوأ؛ «فَأَذَلَّتْهَا سَارَايُ فَهَرَبَتْ مِنْ وَجْهِهَا» ( تك 16: 6 ). ضع نفسك مكان هَاجَر. كيف كنت ستشعر لو كنت فى محلها؟ لقد كانت ضحية ظروف خارجة عن إرادتها، أَمَة لا رأى لها فى قرارات حياتها، أَمَة لرجل ذي 85 عامًا، ومُضطهدة من مولاتها. ربما تكون أنتَ أيضًا محصورًا فى ظروف مؤلمة وظالمة، وتحاول أن تهرب من ضغوط العمل الظالمة والحياة الأُسرية. من هنا تكون قصة هَاجَر غير عادية: إنها الإنسانة الأولى فى كل الكتاب التى ظهر لها ملاك الرب! «فَوَجَدَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ عَلَى عَيْنِ الْمَاءِ فِي الْبَرِّيَّةِ» (ع7). ولقد سألها سؤالين ما زالا مُتَاحين لحياتك ولحياتي اليوم: «مِن أيْنَ أَتَيْتِ؟ وَإِلَى أينَ تَذْهَبِين؟» (ع8). خُذ دقيقة لتُجيب الرب عن هذين السؤالين. تذكَّر ماضيك دون أن تحاول إخفاء أي شيء عنه، وأخبره بطلبات قلبك. تذكَّر أنه يعرف الإجابات، لكنه يُريدك أن تفتح له قلبك بالتمام، وأن تتوقف عن الهروب منه. ثم أعطاها الرب وعدًا مُدهشًا، مُطابقًا لذلك الذي أعطاه لإبراهيم: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ نَسْلَكِ فَلاَ يُعَدُّ مِنَ الْكَثْرَةِ» ( تك 16: 10 ). كان الله يعلم اشتياق قلبها العميق، ووعَدها بما يفوق توقعاتها بكثير. كما أعطاها الرب اسمًا لابنها؛ ”إِسْمَاعِيل“ – الذي معناه ”الله يسمع“. أ ليس هذا اسمًا مُدهشًا؟ يا له من شرف أن يعطيها الله اسمًا لابنها! أُمهات قلائل نلن هذا الشرف! فتجاوبت هَاجَر مع الرب «فَدَعَتِ اسْمَ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ مَعَهَا: أَنْتَ إِيلُ رُئِي. لأَنَّهَا قَالَتْ: أَ هَهُنَا أَيْضًا رَأَيْتُ بَعْدَ رُؤْيَةٍ؟» ( تك 16: 13 ). وبطريقة مُماثلة، الله الذي يراك يريدك أن تعرف أنه يراك، وفى وسط تجاربك وأحزانك يريدك أن تراه! عادةً ما تدفعنا المشاكل الكبيرة فى حياتنا للنزول على رُكبنا، المكان الذي يمكن فيه لله أن يخترق المشهد إلينا ويُرينا ذاته. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هاجر عند البئر |
هاجر والملاك |
هاجر |
هاجر |
هاجر |