رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البنوة والميراث بَعْدَ هَذِهِ الأُمُورِ صَارَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى أَبْرَامَ فِي الرُّؤْيَا قَائِلاً: لاَ تَخَفْ يَا أَبْرَامُ. أَنَا تُرْسٌ لَكَ. أَجْرُكَ كَثِيرٌ جِدًّا ( تكوين 15: 1 ) إن المناسبة التي أُعلن فيها هذا الإعلان الجميل تستحق منا كل تأمل، فإذ رفض أبرام كل عطايا العالم وأمجاده نقرأ «بعد هذه الأمور صارَ كلامُ الرب إلى أبرام في الرؤيا قائلاً: لا تخف يا أبرام. أنا ترسٌ لك. أجرُكَ كثيرٌ جدًا (أو أنا أجرك الكثير جدًا)» ( تك 15: 1 ). إن النصرة التي أحرزها أبرام على الملوك حرَّكت العداوة في قلوبهم من جهة أبرام فاحتاج إلى تُرس، كما أن رفضه العالم وعطاياه احتاج إلى مكافأة وأجر. ولا شك أن حماية الله ومكافأة الله تفوقان بما لا يقاس كل ما يقدمه العالم. وما دام الرب هو نفسه تُرسنا فنحن لا نخاف انتقام أعداء مهزومين، وما دام الرب نفسه هو أجرنا فنحن نستطيع أن نستغني به عن كل عطايا العالم. ما أجمل ما أجاب به الإيمان. لقد قال الرب: «أنا ... أجرُكَ كثيرٌ جدًا (أو أنا أجرك الكثير جدًا)» وأبرام في كامل الثقة، بناء على كلمة الرب التي قالها له، يسأل، إذا كان الأمر كذلك «ماذا تعطيني»، ثم يبسط حاجته قدام الرب، وكأنه يقول له: أنت تكلَّمت عن نسل لي ووعدتني بالأرض لكني ماضِ بدون ولد، وكل ما أملك سيؤول إلى عبدي أليعازر الدمشقي. أعطيتني الأرض وتكلَّمت عن نسل، ولكن لم تعطني نسلاً، والعبد هو الوارث لي. ولقد ردَّ الرب على أبرام، وكانت الإجابة الإلهية بأن عطاياه له ستكون أكثر مما طلب. لقد طلب أبرام ابنًا، ولكن الرب وعده بأن يعطيه ليس ابنًا فقط، بل ويعطيه أيضًا ميراثًا لنسل. فكانت البنوة والميراث هما جواب الرب. قال له: «الذي يخرج من أحشائِكَ هو يَرثك»، وأيضًا قال له: «أنا الرب الذي أخرجك من أُور الكلدانيين ليُعطيك هذه الأرض لتَرِثها». هذه الأقوال تشرح لنا الحقيقة الواردة في الرسالة إلى أهل رومية 17:8 «فإن كنا أولادًا فإننا ورَثَة أيضًا، ورثة الله ووارثون مع المسيح»؛ فالبنوة والميراث سواء أ كان للشعب الأرضي أم للشعب السماوي يرتبطان الواحد بالآخر كل الارتباط. فنصيبنا في المستقبل مرتبط بكوننا أولادًا، فإن كنا أولادًا فإننا ورثة أيضًا، لا يمكن أن يكون لله أولاد دون أن يَعِّد لهم ميراثًا. |
|