أن تكون في علاقة

أن تكون في علاقة
في كتابه "أنا وأنت" يقول لنا الكاتب مارتن بوبر M. Buber: كم في الحضارات والثقافات حيث هناك أشياء كثيرة نخشى أن نصبح أقلّ مطواعية للنّاس كي نكون معهم، نفهم ونتقاسم وإيّاهم. نصبح جدّ مأخوذين بالأشياء: نملك الأشياء، نعمل أشياء نبيع ونشتري أشياء. نخشى أن ننسى أنّ الفرح والغنى فرح الناس وغناهم هما أن نكون مع الآخرين حتى نحتفل بالحياة معًا. ليس للعلاقة هدف أن تعمل أشياء للناس، وأقل أيضًا أن تمتلكهم أو أن تستخدمهم للذّتنا، لملء فراغنا. العلاقة هي لكي تكشف لكلّ واحد أنّه فريد وأنّه ثمين، وأنّ لديه مواهب يتقاسمها. هي أن تعيش تبادل القلوب. من خلاله نتعاون لننال حريّة أكبر. الحياة تجري من الواحد إلى الآخر.
بالنسبة إلى يسوع، المعارف والمؤهّلات الأشياء ليست هامّة بحدّ ذاتها: إنّها في سبيل العلاقة.
الهامّ هم الأشخاص: أنت، أنا، كلّ واحد مهما تكون جذورنا أو ثقافتنا. هذا ما يكشفه يسوع في هذا اللقاء مع المرأة السّامريّة. يكشف أنّ في قلب كلّ شيء من كلّ الخلق، من الحياة ومن رسالتها الحبيّة يوجد القلب البشريّ المصنوع للعلاقة بين شخص وشخص. كلٌ يعطي ذاته للآخر ويناله. كلٌ يساعد الآخر على أن يعيش. جاء يسوع ليعيطنا الحياة، الحياة الأبديّة، حياة الله بالذات من خلال علاقة شخصية مع كلّ منّا. ونحن مدعوّون إلى أن نعطي هذه الحياة للآخرين.