رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وفيها بِئرُ يَعقوب. وكانَ يسوعُ قد تَعِبَ مِنَ المَسير، فَجَلَسَ دونَ تَكَلُّفٍ على حافَةِ البِئر. وكانَتِ الساعةُ تُقارِبُ الظُّهر. تشير عبارة "بِئرُ" في الأصل اليوناني “πηγή الى عين ماء تنبع في قعر بئر عميق. وفي هذا إشارة للمسيح ينبوع الحياة كما ورد في رؤيا يوحنا " إِنِّي سأُعْطي العَطْشانَ مِن يَنْبوعِ ماءِ الحَياةِ مَجَّانًا " (رؤيا 21: 6). امَّا عبارة "بِئرُ يَعقوب" فتشير الى بئر في قطعة الأرض التي ابتاعها يعقوب ونصب فيها خيمته " وَصَلَ يَعْقوبُ سالِمًا إِلى مَدينةِ شَكيمَ الَّتي بأَرضِ كَنْعان، حينَ عادَ مِن فدَّانَ أَرام، فخيَّمِ قُبالَةَ المَدينة. واَشْتَرى قِطعَةَ الحَقْلِ الَّتي نَصَبَ فيها خَيمَتَه مِن بَني حَمورَ أَبي شَكيم بِمِئَةِ قَسيطة. وأَقامَ هُناكَ مَذبَحًا ودَعاه بِاَسمِ إيل، إِلهِ إِسْرائيل" (التكوين 18-20). (التكوين 33: 19) وهي تقع حاليا في قبو كنيسة قائمة حتى اليوم كانت برعاية رهبان أرثوذوكس من روسيا الذين باشروا بناءها فوق البئر، لكن أتت الثورة الشيوعية عام 1917، ولم يتمَّ بناؤها، بل بقيت جدرانا واقفة بلا سقف، إلى سنة 1999 حيث كمَّل بناءها بمساحته 28 م2 الاب يوستينوس من كهنة الروم الأرثوذوكس. والبئر على بُعد 76 متراً من تل بلاطة (شكيم) في الجزء الشرقي من مدينة نابلس على مصب الوادي الشرقي-الغربي، بالقرب من سيخارَة القديمة (قرية عسكر) في سفح جبل جرزيم. ولم يذكر هذه البئر في الكتاب المقدس الاّ في هذه الآية من إنجيل يوحنا؛ وهذه البئر هي اليوم واحدة من أكبر الشهادات على مرور المسيح في نابلس. امَّا عبارة " فَجَلَسَ دونَ تَكَلُّفٍ على حافَةِ البِئر " في الأصل اليوناني ἐκαθέζετο οὕτως ἐπὶ τῇ πηγῇ (معناها جلس هكذا على البئر) فتشير الى الحال التي كان عليها وهو تعبٌ مُبيِّنا سبب جلوسه. وماذا يعنى هكذا"؟ يعلق القديس يوحنا فم الذهبي " ليس على عرش ولا على وسادة، ولكن ببساطة على الأرض، على حجارة ملقاة بجوار البئر". لأنه ليس مؤكداً ان يكون للآبار حافة بل كانت فوهتها بمستوى الارض، ويُردّ عليها حجر كما ورد في سفر التكوين "وكانَ، إِذا جُمِعَتِ القُطْعان، يُدَحرَجُ الحَجَرُ عن فَمِ البِئر، فتُسْقى الغَنَم، ثُمَّ يُرَدُّ الحَجَرُ على فَمِ البِئرِ إِلى مَوضِعِه" (التكوين 29: 3)، وهذا هو حال الآبار القديمة اليوم في فلسطين؛ ما عبارة أمَّا عبارة "تَعِبَ مِنَ المَسير" فتشير الى يسوع الذي كإنسان حقيقي خضع للضعف الجسدي، وكان شبيه بنا في كل شيء كما جاء في الرسالة الى العبرانيين " لَقَدِ امتُحِنَ في كُلِّ شَيءٍ مِثْلَنا ما عَدا الخَطِيئَة" (العبرانيين 4: 15)، ويُعلق القديس أوغسطينوس "كان يسوع ضعيفًا في الجسد، لكيلا تصير أنت ضعيفًا، بل في ضعفه تصير قويًا، لأن " الضُّعْفَ مِنَ اللّه أَوفَرُ قُوَّةً مِنَ النَّاس " (1قورنتس 1: 25). أمَّا عبارة " الساعةُ تُقارِبُ الظُّهر" في الأصل اليوناني ὥρα ἦν ὡς ἕκτη (معناها الساعة السادسة بحسب التوقيت اليهودي آنذاك) فتشير الى الساعة الثانية عشرة ظهراً في توقيتنا الحالي . وهذا الوقت غير ملائم لاستقاء الماء، فالوقت الطبيعي هو عند الصباح أو المساء حيث الشمس هادئة، والحاجة للماء في الاغتسال وإعداد الطعام. ووقت الظهر هي ساعة الحر التي فيها احتاج يسوع الى ماء ليشرب وسوف يحتاج الى ذلك الماء على الصليب، فيقول " أَنا عَطْشان" (يوحنا 19: 28). |
|