رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اجتماع الصلاة وكانوا يواظبون على تعليم الرسل، والشركة، وكسر الخبز، والصلوات ( أع 2: 42 ) تأمل في احد اجتماعات الصلاة. إنك لو استطعت أن ترى صلوات المؤمنين لرأيت بخورًا عَبِقًا صاعدًا إلى محضر الله. لا يهم مكان الاجتماع في سِعَته وجماله أو ضيقه وبساطته، إذ أنه طالما كانت القلوب مملوءة بالمسيح، فإن عظمة الأرض بأكملها لا تستطيع أن تقدم شيئًا أثمن من الصلاة. إن تلك النفوس المنسكبة في الصلاة، وكلمات الإيمان الصادرة إلى الله، والتدريبات التي يُجريها الروح القدس في القلوب، هذه كلها ولو أنها غير منظورة، إلا أنها هامة وعميقة الأثر، وهي مُحمّلة بنتائج ستتضح لنا في الأبدية. هذه هي الصلاة الحقيقية. إن الذين يغيبون عن اجتماع الصلاة يفقدون امتيازهم في أن يكوِّنوا جزءًا من ممارسات هذا الاجتماع ونشاطه. ربما لا تتوفر لدى البعض فكرة صحيحة عن قيمة اجتماع الصلاة، ويعتبرونه كأنه اجتماع ثانوي، بل إن هناك الكثيرين، ممن تدينهم ضمائرهم، إذا غابوا عن اجتماع كسر الخبز، ولكنهم ينظرون إلى اجتماع الصلاة كأنه أمر اختياري. إنهم لم يلاحظوا أن وعد الرب في وجوده مع الاثنين أو الثلاثة إنما هو مرتبط بصفة خاصة بالصلاة: «وأقول لكم أيضًا: إن اتفق اثنان منكم على الأرض في أي شيء يطلبانه، فإنه يكون لهما من قِبَل أبي الذي في السماوات، لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم» ( مت 18: 19 ، 20). فالرب إذًا في وسط اجتماع الصلاة. يا لها من حقيقة هامة! ربما لم يفكر البعض في اجتماع الصلاة بهذا الاعتبار. ويظن الكثيرون أن هذا الاجتماع هو فقط للتعزية الروحية، أو لتقوية أنفسنا، ولذلك فهم لا يفكرون في أمر حضورهم في هذا الاجتماع أو غيابهم عنه، ولكن الحقيقة هي أن الرب هناك. واجتماع الصلاة يُعتبر من الاجتماعات التي تحتل المكان الأول، فهو الثاني بعد مائدة الرب. والوحي يسجل ما كانت تتميز به الكنيسة الأولى: «وكانوا يواظبون على تعليم الرسل، والشركة، وكسر الخبز، والصلوات» (أ‘2: 42). هل يُسرّ المؤمن أن يغيب عندما يحضر الرب؟ أَ لسنا بهذا نخطئ إذ لا نفكر كما ينبغي في قيمة اجتماع الصلاة في نظر الله؟ |
|