رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القلب المقسَّم
قد قسّموا قلوبهم. الآن يعاقَبون ( هو 10: 2 ) هذا العدد يذكِّرنا في عبارة موجزة بأصل الداء لكل خراب: "قسّموا قلوبهم" أي توزعت قلوبهم. هنا علة كل حزن وخيبة في تاريخ الشعب كما يذكره هوشع10، فشعب إسرائيل على عهد هوشع النبي لم يثبتوا في الرب بعزم القلب. كانوا ذوي رأيين، ومن ثم تقلقلوا في طرقهم. لكن القلب الموحد لمجد الله هو الضرورة الجوهرية للحياة المقدسة، الأمر الذي أغفلوه، ومن ثم كان عليهم أن يأكلوا من ثمرة اختراعهم. إن السير مع الرب بقلب موزع، أمر مستحيل. فهو - له المجد - لا يطالب بالمكان الأول، أو بالاهتمام الأول في القلب، كما يقول الناس، بل يطلب الكل. لذلك يقول "يا ابني أعطني قلبك" ( أم 23: 26 )، القلب كاملاً بدون أي تحفظ. وعندما يتم هذا الشرط، وعندئذ فقط، يكون سلوكنا وطريقنا بحسب فكره. وهنا تجلت خيبة إسرائيل، كما تشهد مذابحهم الوثنية. وحينما أدّبهم الله على خطيتهم، وعوض أن يعترفوا بعدالة معاملته معهم، سعوا ليقطعوا عهداً مع الأمم لكي يفلتوا من التأديب. وإذ لم يكن لهم رئيس يخلصهم، بذلوا جهوداً بائسة ليكفلوا لأنفسهم ذراع بشر يستندون إليها، لكن الله لم يسمح بذلك. (ع3،4). فسكان السامرة، الذين ظلوا لسنوات طويلة يتقون الرب ويعبدون آلهتهم ( 2مل 33: 17 )، سوف يرعبهم فيخافون "على عجول بيت آون" التي اعتمدوا عليها، إذ في آخر المطاف، وبعد اختبارات وامتحانات طويلة المدى، كتب الله "إيخابود" (أي زال المجد - قارن 1صم4: 21) على المملكة الشمالية برّمتها. وهكذا ارتحل المجد وانتهى عنهم (ع5). ومن ثم فلا بد أن يُحملوا إلى أشور كهدية، ويأخذ أفرايم خزياً ويخجل إسرائيل على رأيه، أي من مشورته. ويبدو ضعيفاً ملك السامرة كغثاء (أي كرغوة أو زبد الماء الذي يكون علي موج البحر) على وجه الماء، قد يبدو إلى لحظة كحقيقة، لكنه يذهب جفاء. |
|