رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
موت شمشون ظن أقطاب الفلسطينيين أن إلههم داجون (نصفه الأعلى على شكل إنسان والأسفل بدن سمكة) هو الذي أسلم لهم شمشون عدوهم ولم يدركوا أن سقوط شمشون هو ثمرة مفارقة الرب له بسبب انحلال حياته في علاقته مع دليلة. على أي الأحوال كان لزامًا لشمشون أن يتأدب حتى يرجع إلى الرب إلهه بكل قلبه بعد أن يذوق ثمرة شره، وفي نفس الوقت يتأدب الوثنيون أيضًا على شرهم، فإن كان الله قد أسلم شمشون في يدهم ليسخروا به كيفما شاءوا إنما حين يرجع بقوة أعظم ويُحسب من رجال الإيمان. في احتفالهم بإلههم وتقديم ذبائح له جاءوا بشمشون ليراه الشعب عبدًا ذليلًا فاقد البصيرة فيسخرون منه ويمجدوا إلههم، وإمعانًا في إذلاله إذ طابت قلوبهم جعلوه يرقص أمامهم ليسخروا به ويكون موضع تسليتهم... حقًا من يستطيع أن يعبر عن مشاعر شمشون غالب الآلاف وهو أعمى يطحن كالحيوانات في بيت السجن ويلعب لتسليه أعدائه... كل هذا بسبب شهوة وقتية زائلة! ما هي مشاعره نحو دليلة التي سلمته جسدها إلى حين لتسليمه لأعماق العبودية والذل!!! على أي الأحوال إذ بدأ شعر رأسه بنبت وتذلل قلبه في داخله أدرك أن الرب يكون معه، لذا صرخ قلبه: "يا سيدي الرب اذكرني وشددني يا الله هذه المرة فأنتقم نقمة واحدة عن عيني من الفلسطينيين" [ 28]. لقد أدرك وسط الضيق أن الله هو سرّ قوته، ولم يعد يخرج لينتفض متكلًا على ذاته. قبض "على العمودين المتوسطين اللذين كان البيت قائمًا عليهما واستند عليهما الواحد بيمينه والآخر بيساره، وقال شمشون: لتمت نفسي مع الفلسطينيين. وانحنى بقوة فسقط البيت على الأقطاب وعلى كل الشعب الذي فيه كان الموتى الذين أماتهم في موته أكثر من الذين أماتهم في حياته" [29-30]. يعلق القديس أغسطينوس على الأحداث الأخيرة في حياة شمشون بقوله: [السجن والطاحونة هما عمل هذا العالم؛ عمى شمشون يشير إلى الذين أصابهم العمى بجحودهم ولم يعرفوا المسيح ولا اختبروا سلطانه وصعوده إلى السموات. هذا العمى يُشير إلى ما أصاب اليهود، إذ امسكوا المسيح وقدموه للموت، فإذا به يقتل قاتليه. لهذا أحضره أعداؤه ليلعب كبهلوان (بلياتشو) أمامهم. لاحظ هنا صورة الصليب. شمشون يبسط يديه للعمودين كما لعارضتي الصليب، لذلك بموته غلب أعداءه، لأن آلامه صارت هلاكًا لمضطهديه. لذلك يقول الكتاب: "فكان الموتى الذين أماتهم في موته أكثر من الذين أماتهم في حياته" [30]. لقد تحقق السرّ بوضوح في ربنا يسوع المسيح، إذ أكمل الخلاص بموته هذا الذي أعلنه أثناء حياته(134)]. كما يقول: [الحقيقة المذكورة بأنه أهلك الأعداء في موته أكثر مما في حياته تعلن سرّ آلام المسيح، فخلالها سقط بيت الشيطان وتهشمت مملكة الموت. حقًا أن البيت الذي ضم أقطاب الفلسطينيين يرمز إلى بيت مملكة الشيطان (فيه يُعبد الإله داجون)، وقد جاء عنه أنه يرتكز على عمودين... هما بلا شك الطمع والملذات، فلا يوجد شر نفهمه إلاّ وينبع عن هذين الشرين... كما هو مكتوب: "لأن محبة المال أصل لكل الشرور" (1 تي 6: 10)، أما عن الملذات فقيل أنها تكدر الجسد (أم 11: 8). هذا وأن شمشون يُشير إلى ربنا يسوع المسيح، أما دليلة القاسية فتُشير إلى المجمع، شمشون اقتنصته دليلة، والمجمع اضطهد المسيح وصلبه على الجلجثة. أما كون شمشون الممثل للمسيح قد أُعمى فيُشير إلى المسيحيين الأشرار الذين آمنوا بالمسيح إلى حين ولم يثابروا على الإيمان والأعمال الصالحة... شمشون وُضعَ في السجن بينما نزل المسيح إلى الجحيم. شمشون بسط يديه للعمودين فانهار بيت الفلسطينيين بأقطابه، وبسط المسيح يديه لعارضتي الصليب كما لعمودين فانطرح بيت الشيطان أو مملكته وتدمر مع ملائكته(135)]. ويرى القديس إيريناؤس: [الغلام الذي قاد شمشون بيده يُشير إلى يوحنا المعمدان الذي أظهر للناس الإيمان بالمسيح، أما البيت الذي اجتمعوا فيه فيُشير إلى العالم الذي يقطنه أمم وثنية متنوعة جاحدة للإيمان تقدم الذبائح للأوثان، وأن العمودين هما العهدان إن حقيقة اتكاء شمشون على العمودين تُشير إلى تعلم الشعب سرّ المسيح (الذي يهدم الوثنية) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نوم شمشون |
شمشون |
شمشون |
شمشون |
شمشون |