+ الراهب والجهاد الروحي .
عندما نتجند فى خدمة رب الجنود لابد ان نلبس أسلحة الحرب الروحية وندرك جيداً ان لنا أعداء خفيين يتربصون بنا ويسعون لسقوطنا { فان مصارعتنا ليست مع دم و لحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع اجناد الشر الروحية في السماويات } (اف 6 : 12). ولهذا يوصينا الانجيل في القراءات التى تقرأ في يوم الرهبنة ان نهيئ أنفسنا للتجارب ونداوم على ذلك . بالتوبة والسهر والتدقيق وكلمة الله والصلاة والتأمل والتواضع وممارسة الاسرار المقدسة بامانة فان روح الله ينصر الراهب فى جهاده مقدسا اياه كما يعلمنا القديس الانبا أنطونيوس الكبير قائلاً: (والآن فيما يخص أولئك الذين دخلوا بكل قلوبهم وقرروا أن يحتقروا كل شدائد الجسد وبشجاعة يقاومون الحرب التي تقوم ضدهم إلى أن ينتصروا، فإني اعتقد، أولاً أن الروح هو الذي يوجه اليهم الدعوة وهو يجعل الحرب هينة وسهلة بالنسبة لهم، ويجعل أعمال التوبة حلوة ويريهم كيف يجب أن يتوبوا بالجسد والنفس حتى يبلغ بهم إلى التحول الكامل إلى الله الذي خلقهم..... ويعطيهم أعمالاً بواسطتها يمكنهم أن يقمعوا النفس والجسد حتى يتطهرا ويدخلا معاً إلى ميراثهما . فإن الجسد يتطهر بالصوم الكثير وبالسهر وبالصلوات وبالخدمة التي تجعل الإنسان ينضبط في جسده ويقطع من نفسه كل شهوات الجسد. ويصبح روح التوبة هو مرشده في هذه الأمور، ويختبره بواسطتها لئلا يقتنصه العدو إليه مرة ثانية. وعندئذ يبدأ الروح الذي يرشده، أن يفتح عيني نفسه لكي يعطيها التوبة ايضاً لكيما تتطهر ويبدأ العقل ايضاً في التمييز بين الجسد والنفس، وذلك عندما يبدأ أن يتعلم من الروح كيف يطهرهما بالتوبة. ويصبح الجسد تحت سلطان العقل المتعلم من الروح كما يقول الرسول بولس "أقمع جسدي واستعبده" (1كو 9: 27) لأن الروح يطهره في أكله وفي شربه وفي نومه، وبكلمة واحدة فإنه يطهره في كل حركاته. حتى انه من خلال طهارة الروح للعقل يتحرر الجسد حتى من الحركات الطبيعية التي فيه . أما إذا تمم الراهب ما قد قلته فإن الله يترأف على تعبه ويمنحه ناره غير المرئية التي ستحرق كل الشوائب منه، وسوف تتطهر روحنا؛ وعندئذ سيسكن فينا الروح القدس ويمكث يسوع معنا، وهكذا سنكون قادرين أن نسجد للآب كما يحق). اننا فى جهادنا لاقتناء الفضيلة تصبح طاعة الله واب الاعتراف حلوه وسهلة ومحببة لديه { واما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر و ضمير صالح و ايمان بلا رياء }(1تي 1 : 5). وتصبح البتوليه وطهارة الفكر هي وفاء من الراهب وحرصاً لديه على محبة الله من كل القلب والفكر والنفس وعملا على خلاص كل احد ، كحرصه على خلاص نفسه { فاجاب و قال تحب الرب الهك من كل قلبك و من كل نفسك و من كل قدرتك و من كل فكرك و قريبك مثل نفسك} (لو 10 : 27). ولا يعد الفقر ان لا نملك شئ بل ان لا يمتلكنا شئ فنحن قد صرنا ملكا لله وكل حياتنا وأوقاتنا وما لدينا فى خدمته وخدمة كنيسته التي اقتناها بدمه الثمين على عود الصليب.