الرد على ادعاء ان الرب يقتل في هاأنذا أعاقبهم بموت الشبان بالسيف ارميا 11
Holy_bible_1
الشبهة
من اقوى نصوص القتل واوامر الإرهاب في الكتاب المقدس ما يقوله في
ارميا (11-22):" لذلك هكذا قال رب الجنود. هاأنذا أعاقبهم بموت الشبان بالسيف ويموت بنوهم وبناتهم بالجوع 23 ولا تكون لهم بقية لأني اجلب شرا "
اين إله الرحمة هذا
الرد
كالعادة المشككين يتكلموا بأعداد يقتطعونها من سياقها ويدعوا سواء بجهل او بتدليس انها أوامر بالقتل رغم ان هذا العدد على سبيل المثال مثل غيره الكثير من الاعداد هو نبوة عن عقاب اهل عناثوث الذين يريدوا قتل ارميا وليس امر بالقتل على الاطلاق ولا الرب سيقتل أحد بل الرب فقط لان هؤلاء يريدوا قتل ارميا نبي الرب فالرب سيسمح بعقابهم ولمن يحميهم من جوع ولا اعداء. وندرس معا ما يقول ارميا النبي في هذا الجزء
سفر ارميا 11
الاصحاح يتكلم فيه عن شعب إسرائيل ومخالفاتهم الكثيرة ورفضهم لسماع كلام انبياء الرب ولكن هناك من يرجعون عن آثامهم ويوعدهم الرب بعهد راحة وسيلتزم الرب ما وعد به ابائهم
ولكن من عدد 18 يبدأ ارميا يشتكي للرب الاتعاب التي يعانيها وما هددوا به ارميا من انهم سيقتلونه لو تكلم بكلام الرب وبخاصة اهل عاناثوث فالرب يوضح لارميا ما سيحل باهل عناثوث
11 :18 و الرب عرفني فعرفت حينئذ اريتني افعالهم
كشف له الرب عن المؤامرة التي دبروها لهلاكه، كشفها له ذاك الذي سبق فأكد له وهو بعد ولد: "لا تخف من وجوههم لأني أنا معك لأنقذك يقول الرب" (1: 8).
11 :19 و انا كخروف داجن يساق الى الذبح و لم اعلم انهم فكروا علي افكارا قائلين لنهلك الشجرة بثمرها و نقطعه من ارض الاحياء فلا يذكر بعد اسمه
ارميا هنا يرمز للمسيح كما وصف اشعياء 53 حسبوه حملًا وديعًا، يقتلوه فلا يُذكر بعد اسمه، ولم يدركوا أنه رمز للسيد المسيح
هنا يتآمر أهلهُ كهنة عناثوث ضده ليقتلوه قائلين لنهلك الشجرة بثمرها = هو تعبير يعنى دعنا ننتهى منهُ جذراً وفروعاً أي نقتل العائلة كلها (هكذا قام الكهنة ورؤساءهم على المسيح) وهم تصوروا أنهم بقتله سينتهون من نبوته
11 :20 فيا رب الجنود القاضي العدل فاحص الكلى و القلب دعني ارى انتقامك منهم لاني لك كشفت دعواي
هنا ارميا نبي الرب يترك العقاب ودينونتهم للرب لانهم يفعلوا هذا بارميا البريء الذي يرمز للمسيح في هذا الموقف.
11 :21 لذلك هكذا قال الرب عن اهل عناثوث الذين يطلبون نفسك قائلين لا تتنبا باسم الرب لئلا تموت بيدنا
فهم لا يحتملون إنذاراته ودعوته لهم بالتوبة، ولكن الله أبقاه وكشف لهُ مؤامرتهم
ونصل للعدد المهم الذي يخبر فيه الرب ارميا بنبوة عما سيحدث لاهل عناثوث الذين يريدون قتل ارميا البريء
11 :22 لذلك هكذا قال رب الجنود هانذا اعاقبهم بموت الشبان بالسيف ويموت بنوهم وبناتهم بالجوع
وبناء عليه نفهم ان هذا العدد هو عقاب للخطاة اهل عناثوث المجرمين في حق ارميا والذين يريدوا قتله والرب سيسمح بانهم لو لن يتوبوا سيترك الأعداء يهجمون عليهم والمجاعات التي كان الرب يحميهم منها تصيبهم. كرد فعل الرب يرى آثامهم فيعاقبهم عن طريق غيابه عنهم. وينسب غياب الرب كمسبب مثل غياب النور مسبب للظلام رغم ان النور لا يخلق ظلام.
ولكن الرب سيترك لهم فرصة للتوبة في العدد التالي
11 :23 و لا تكون لهم بقية لاني اجلب شرا على اهل عناثوث سنة عقابهم
فالرب لأنه ابتعد عنهم فسيهجم عليهم الأعداء والمجاعة ستزيد أكثر وتصيبهم اوبئة كما حذرهم في تثنية. فهي نبوات عما سيحدث بهم
وكما قلت رغم ان الرب لن يأمر أحد بان يحمل سيف ويهجم على اهل عناثوث ولكن لأجل ان الرب سيسمح بذلك بغياب حمايته عنهم فينسب هذا العمل كما لو كان مسبب الرب رغم انه نتيجة سلبية لغياب حماية الرب.
فكما قلت لا هو امر بقتل أحد ولا ان الرب سيجهز جيش ويأمر بالقتل ولا غيره ولكن بسبب خطايا اهل عناثوث ضد ارميا البريء ويريدوا قتله. الرب ابتعد عنهم وصار غريب ولا يحميهم فسيهجم عليهم الأعداء وستصيبهم مجاعة
مع ملاحظة ان في كل هذا نبوة يرمز فيها ارميا للمسيح واهل عناثوث اليهود الذين بعد صلبهم للمسيح ورفضهم للإيمان سيصيبهم السيف وحدث هذا 70 م
وبخاصة ان اسم "عناثوث" بالمعنى الرمزي، وهو يشير إلى اليهود. "عناثوث" بحسب ترجمة الأسماء العبرية ُتترجم "مختار". كان الشعب اليهودي هو شعب الله المختار، وكان ملكوت الله أيضًا عندهم. بخصوص هذا الملكوت تحققت الكلمات: "إن ملكوت الله يُنزع منكم ويُعطى لأمة تعمل أثماره" (مت 21: 43). في هذا أيضًا تحققت الكلمات أن "أهل عناثوث" الشعب المختار، "يطلبون نفسه"، ليس نفس إرميا، إنما قيل عن السيد المسيح.
والمجد لله دائما