هنا إذ تتمجد الكنيسة بالمسيح الممجد نذكر الحلم الذي رآه مردخاي في تتمة أستير وتفسيره (تكملة ص 10، ص 11). فقد رأى مردخاي كأن أصواتًا وضوضاء ورعودًا وزلازل في الأرض، وإذا بتنينين عظيمين متهيئان للإقتتال، وقد تهيجت الأمم وصرخ الأبرار إلى الله وإذا ينبوع صغير تكاثر فصار نهرًا عظيمًا وفاض بمياه كثيرة ثم إنقلب فصار نورًا وشمسًا. ما هذه الأصوات إلاَّ أصوات الناموس ورموز العهد القديم التي سبقت مجيء الكلمة لتعلن الحرب الروحية القائمة لا بين هامان ومردخاي (التنينين العظيمين) وإنما بين الشيطان والسيد المسيح، وهذا الينبوع الصغير الذي هو أستير فصار عظيمًا على الشعب وصار نورًا وشمسًا إنما يُشير إلى الكنيسة التي إنطلقت خلال السيد المسيح الذي بتجسده إتضع فصار كينبوع صغير حتى يفيض علينا بروحه القدوس ويشرق فينا ببهاء لاهوته بكونه نور العالم وشمس البر.
لقد حمل الحلم تفسيرًا لأحداث الخلاص في أيام أستير، وحمل تفسيرًا رمزيًا لأحداث الخلاص الحقيقي الذي تحقق بالسيد المسيح نفسه.