قول يوحنا المعمدان
يو 1: 35-36 "وفي الغد أيضاً كان يوحنا واقفاً هو واثنان من تلاميذه, فنظر يسوع ماشياً فقال: هوذا حمل الله".
يبدو أن المصدر الحقيقي لهذا الوصف هو المكان الذي يشغله الحمل في الذبائح حسب الشريعة إذ كان يقدم "خروف حولي"[1](أي حمل ابن سنة) للمحرقة اليومية صباحاً ومساءً (عدد 28: 3-10). ولم يكن هذا بالأمر الغريب على يوحنا المعمدان الذي ولد في أسرة كهنوتية ... كما أن حمل الفصح كانت له أهمية بالغة في ذهن اليهودي المتعبد، وحيث أن الفصح كان قريباً, فلعل يوحنا كان يشير إلى حمل الفصح.
إن أهمية العبارة بالنظر إلى الذبائح تبدو أكثر احتمالاً من مجرد مقارنة صفات الرب يسوع بوداعة الحمل ورقته, كما يبدو ذلك أيضاً في كلام الأنبياء الذي يتضمن في حقيقته ما هو أكثر من مجرد الإشارة إلى هذه الصفات. ويبدو أيضاً أن هذا هو المفهوم الذي استقر في أذهان الرسل,كما نرى في رسائل الرسول بولس "لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذبح لأجلنا" 1كو 5: 7. والرسول بطرس "عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء, بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب. ولا دنس دم المسيح, معروفاً سابقاً قبل تأسيس العالم, ولكن قد أظهر في الأزمنة الأخيرة من أجلكم" 1بط 1: 18-20. وترد الإشارة إلى الحمل في سفر الرؤيا 27 مرة, وقد رأى المفسرون في كلمات يوحنا أنه كان يشير إلى إش 53: 7, أو حمل الفصح, أو ذبيحة الخطية.
ولم يكن يوحنا ليستخدم كلمة "حمل" دون الإشارة إلى قوة الذبيحة الكفارية, فلا بد أنه كان في ذهن المعمدان مضمون الكفارة, وبخاصة عندما نسترجع عبارات إشعيا[2], فعندما يقول يوحنا المعمدان عن المسيح "إن حمل الله" فهو بذلك يخبر عن موته الكفاري على الصليب. وهو بذلك يؤكد أن المصلوب هو المسيح وليس شخصاً آخر.
(5) لقد كان تقديم الحمل كذبيحة في العهد القديم رمزاً للمسيح, وحمل الفصح هو رمز للمسيح فصحنا الذي ذبح لأجلنا" 1كو 5: 7.
(6) دائرة المعارف الكتابية. جـ2. ص165-166.