رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
+ تفسير سفر يونان + 1. دعوة يونان "صار قول الرب إلى يونان بن أمتاي، قائلاً: قم أذهب إلى نينوى المدينة العظيمة وناد عليها، لأنه قد صعد شرهم أمامي" [١-٢]. وفي الترجمة السبعينية: "صعد صراخ شرهم أمامي". كانت الدعوة الفريدة في نوعها، فهو النبي الوحيد الذي دُعي لخدمة مدينة أممية لا ليتنبأ عنها بالدمار وإنما ليدعوها للتوبة حتى لا يحل عليها الغضب الإلهي. ولم يكن ممكنًا لهذا النبي أو غيره أن يتقبل مثل هذه الدعوة ليس لكراهية نحو الأمم وإنما لحبه لشعبه، كما سبق فقلنا أن خلاص الأمم إنما يتحقق مع زلة إسرائيل، وإيمان العالم خلال جحود الشعب القديم (رو ١١: ١١). على أي الأحوال، إذ كان يونان غير قادر بفكره البشري أن يتقبل الدعوة فهرب، لكن الله الذي يرى نقاوة قلبه إستخدم حتى هروبه لتحقيق مقاصده الإلهية نحو الأمم. جاء في الترجمة السبعينية: "لأنه قد صعد صراخ شرهم أمامي"، فإن كانت الحياة المقدسة تتجلى في أكمل صورها في السيد المسيح الذي لا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته (مت ١٢: ١٩). فإن الحياة الشريرة تحمل في أُذني الله صراخًا أو ضجيجًا لا تقبله السماء ولا يستريح له خالقها، يكشف عن فقدان السلام الداخلي. لقد قتل قايين الشرير أخاه هابيل وصمت بفمه عن الحديث في هذا الأمر لكن بصمات شره كانت تصرخ منطلقة خلال دم إخيه المسفوك، إذ يقول الرب: "صوت دم أخيك صارخ إليَّّ من الأرض" (تك ٤: ١٠)، كما قيل في شر سدوم وعمورة: "صراخ سدوم وعمورة قد كثر" (تك ١٨: ٢٠). لقد دُعي يونان، الذي يعني إسمه "حمامة" للكرازة في نينوى المدينة العظيمة التي إرتفع صراخ شرها حتى السماء، وكأن الله أراد أن يحطم صرخات الشر بوداعة الحمامة، ويعالج الجراحات الملتهبة بالزيت اللين، ويطفيء النار بالماء! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تفسير سفر يونان |
يونان 4 - تفسير سفر يونان |
يونان 3 - تفسير سفر يونان |
تفسير سفر يونان - المقدمة |
تفسير سفر يونان - المقدمة |