رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هروب يونان إلى ترشيش "فقام يونان ليهرب إلى ترشيش من وجه الرب فنزل إلى يافا ووجد سفينة ذاهبة إلى ترشيش فدفع أجرتها ونزل فيها ليذهب معهم إلى ترشيش من وجه الرب" [٣]. لماذا أراد يونان الهروب إلى ترشيش من وجه الرب عوض الذهاب إلى نينوى؟ أولاً: يرى القديس چيروم أن يونان لم يحتمل الذهاب إلى نينوى فتخلص على حساب شعبه إسرائيل، فعصى الرب لا عن كراهية في القلب وإنما عن غيرة من جهة شعبه، وكأنه يمتثل بموسى النبي الغيور في قوله: "إن غفرت خطيتهم وإلاَّ فامحني من كتابك الذي كتبت" (خر ٣٢: ٣١، ٣٢). فقد ظهر موسى كمن يقاوم الرب لكنه إقتنى مراحم الله لشعبه ولم يمح الله إسمه من كتابه. بنفس الروح يقول الرسول بولس: "أود لو كنت أنا نفسي محرومًا من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد الذين هم إسرائيليون" (رو ٩: ٣). لقد اشتهى لو حُرم هو نفسه لكي يحيا إخوته بالمسيح، حاسبًا موته ربحًا، بهذا الحب لم يمت بل استحق الحياة التي إشتهاها لهم. هكذا خشي يونان من كرازته للأشوريين أعداء إسرائيل هلاك إسرائيل نفسه، فهرب إلى ترشيش، أي الإتجاه المضاد. يرى البعض أنها ترتيسوس الواقعة في جنوب أسبانيا قرب جبل طارق[8]، أو قرطاجنة في شمال أفريقيا. ثانيًا: كلمة "ترشيش" كما يرى القديس چيروم تعني "بحر" أو "تأمل في الفرح"، فإن كانت كلمة "يافا"[9] بالكنعانية تعني "جمال"، فإن يونان عوض أن ينطلق خلال وصية الله إلى الكرازة لنينوى بالخلاص إستحسن النزول إلى جمال فكره البشرية وحكمته الإنسانية أي إلى يافا ليلقي بنفسه في ترشيش أي في بحر هذا العالم أو في التأملات المفرحة دون الجهاد الحق وحمل الصليب عمليًا. هذا التصرف يمثل تصرفات الإنسان السالك حسب هواه لا حسب وصية الرب الصعبة. ثالثًا: يونان النبي وهو يعرف أن الله "إله السماء الذي صنع البحر والبر" (١: ٩)، وقد يشهد بذلك، إذ يتكيء على فكره البشري خارج الإيمان يندفع نحو الهروب من الله. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [حقًا لقد هرب من البر لكنه لم يهرب من غضب الله! هرب من الأرض لكنه جلب على نفسه العواصف في البحر[10]]. كان يليق به بالحري لا أن يهرب من الله بل إلى الله، ففيه وحده يجد المؤمن سلامه وأمانه! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أشمعنى يونان راح ترشيش دى بالذات |
البحر وحوت يونان وسفينة ترشيش في مدارس الأحد |
يونان ليهرب إلى ترشيش من وجه الرب |
هروب يونان |
فقام يونان ليهرب الي ترشيش من وجه الرب |