رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إيليا والهروب حقق النبي إيليا انتصاراً عظيماً على أنبياء الأوثان الذين عجزوا عن أن يُنزلوا ناراً تأكل ذبيحتهم، لكن اللّه الحي أنزل ناراً أكلت الذبيحة. ولما رأى بنو إسرائيل ذلك هتفوا كلهم: «الرب هو اللّه». وحقَّق إيليا أعظم انتصار كان يشتاق إليه، وأنزل اللّه المطر استجابة لصلاته. ولم يكن هناك أعظمَ من هذا. وعاد الملك أخآب إلى قصره وحكى لزوجته إيزابل كل ما عمله إيليا، وكيف أنه قتل جميع أنبياء الصنم بالسيف. لم يكن أخآب متحمساً للأمور الدينية، وكان يستغرب كيف يهتم الشعب بأمور الدين، وكان كل ما يعني أخآب أن يجد ما يكفيه من الطعام والشراب، وأن يجد طعاماً لخيوله. غير أن الملكة إيزابل كانت مهتمة بدينها الوثني وكانت متحمّسة له. ولما سمعت أن النبي إيليا انتصر، خافت أن تندثر العبادة الوثنية. ولم تكن تستطيع أن تفعل شيئاً ضد النبي إيليا في يوم انتصاره العظيم، فقد كان الشعب كله يسانده ويساند العبادة الصحيحة. لذلك لجأت إلى الحيلة، فأرسلت إلى النبي إيليا شخصاً يهدّده بالموت. وكانت عباراتُ تهديدها ضعيفة، قالت: «هٰكَذَا تَفْعَلُ ٱلآلِهَةُ وَهٰكَذَا تَزِيدُ إِنْ لَمْ أَجْعَلْ نَفْسَكَ كَنَفْسِ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي نَحْوِ هٰذَا ٱلْوَقْتِ غَداً» (١ملوك ١٩: ٢). كنا نتوقع أن النبي إيليا يقول: «أين هي آلهتك؟ ألم تصنعها يد البشر؟ إنها أوثان لا قيمة لها». وكنا نتوقع أنه يأخذ الرسالة إلى اللّه في ثقة كاملة، عالماً أن اللّه سيستره، كما يقول المرنم: «اَلسَّاكِنُ فِي سِتْرِ ٱلْعَلِيِّ فِي ظِلِّ ٱلْقَدِيرِ يَبِيتُ. أَقُولُ لِلرَّبِّ: «مَلْجَإِي وَحِصْنِي. إِلٰهِي فَأَتَّكِلُ عَلَيْهِ». لأَنَّهُ يُنَجِّيكَ مِنْ فَخِّ ٱلصَّيَّادِ وَمِنَ ٱلْوَبَإِ ٱلْخَطِرِ» (مزمور ٩١: ١-٣). ولكن الغريب أن إيليا لم يفعل شيئاً من هذا، بل هرب من التهديد، وتقول التوراة إنه «مضى لأجل نفسه». أخذ إيليا غلامه وسافر في الليل إلى جهة الجنوب حيث تنتهي مراعي فلسطين الخضراء بصحراء العرب المترامية الأطراف، إلى مكان لا يصل إليه نفوذ الملكة إيزابل. ووصل إلى بئر سبع حيث ترك غلامه، وتوغل أكثر في الصحراء نحو الجنوب إلى سيناء. كان يسير في أشعة الشمس الحارقة على الرمال الساخنة، ولم يكن هناك غربان تعوله، ولا امرأة تعتني به كما حدث في مدينة صرفة. وظهر له كأنَّ اللّه قد تركه، فطلب الموت لنفسه وقال: «كَفَى ٱلآنَ يَا رَبُّ! خُذْ نَفْسِي لأَنِّي لَسْتُ خَيْراً مِنْ آبَائِي» (١ملوك ١٩: ٤). ولعله ردَّد كلمات مزمور قديم لداود: «إِلَى مَتَى يَا رَبُّ تَنْسَانِي كُلَّ ٱلنِّسْيَانِ! إِلَى مَتَى تَحْجُبُ وَجْهَكَ عَنِّي! إِلَى مَتَى أَجْعَلُ هُمُوماً فِي نَفْسِي وَحُزْناً فِي قَلْبِي كُلَّ يَوْمٍ! إِلَى مَتَى يَرْتَفِعُ عَدُوِّي عَلَيَّ؟» (مزمور ١٣: ١، ٢). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الخطية والهروب |
هتفضل بالنسبة لى إيليا وهترجع إيليا |
هتفضل بالنسبة لى إيليا وهترجع إيليا |
التراجع والهروب |
الأختفاء والهروب الى متى |