أول نصب تذكاري لشهداء الكنيسة القبطية في العصر الحديث
في مثل هذه الأيام تحتفل كنيستنا القبطية الأرثوذكسية بعيد شهدائها في العصر الحديث بعد أن قرر المجمع المقدس برعاية قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريارك الكرازة المرقسية عام 2018 ، تخصيص يوم 15 فبراير من كل عام عيدًا لشهداء الكنيسة في العصر الحديث والذي يوافق ذكرى استشهاد أقباط ليبيا ذبحًا على يد عناصر تنظيم داعش الإرهابي، وذلك تمهيداً بأعتراف الكنيسة القبطية لبعض منهم بقداستهم بعد عشرات السنوات وتسجيلهم بسنكسار الكنيسة ضمن القديسين والشهداء ، وفي هذه المناسبة المباركة نتعرف على أول نصب تذكاري لشهداء الكنيسة القبطية .
يوجد النصب التذكاري لشهداء الكنيسة القبطية في العصر الحديث بكنيسة القديسة العذراء مريم وأميرة الشهداء القديسة مارينا في حى بينرث غرب مدينة سيدني عاصمة ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية، وهو عبارة على مسله نقش عليها بحروف من ذهب أسماء المئات من شهداء الكنيسة القبطية في العصر الحديث بالقرنين 20 و21، الذين استشهدوا على اسم المسيح في عدد من الحوادث الإرهابية سواء التى ضربت عدد من الكنائس، الأديرة، والمنازل والمحلات التجارية سواء بالتفجير، إطلاق الرصاص عليها او بالإعتداء بالاسلحة البيضاء على من بداخلها او أثناء الخروج منها ، إضافة الى الشهداء الذين قتلوا بدم بارد أثناء خدمتهم لتلبية نداء الوطن على أيدي المتشددين بوحداتهم ، والذين استشهدوا في مسيرات سلمية بالرصاص الحي ودهساً أسفل المدرعات إحتجاجاً على الظلم الواقع عليهم، أيضاً الذين آمنوا بنور ومجد المسيح ونالوا أكاليل الشهادة مقابل الحفاظ على إيمانهم ، ويعد النصب التذكاري للشهداء بمثابة سنكسار مؤقت يتعرف من خلاله شباب القبط بأستراليا من الأجيال الحديثة والقادمة لهؤلاء الشهداء .
وقد أخذت فكرة المسلة عن القدماء المصريون الذين قاموا بنقش أسماء ملوكهم على المسلات الفرعونية بحروف من ذهب، وتجلت فكرة إنشاء مسلة لشهداء العصر الحديث لدى عدد من أراخنة الكنيسة القبطية بأستراليا عندما تأثروا برد فعل مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث من الحكم الصادر نحو المتهمين بقتل أكثر من 20 قبطى بالكشح، وسنحت لهم الفرصة بالتزامن مع افتتاح كنيسة القديسة مارينا عام 2008 لإقامة هذا النصب التذكار تخليداً لتذكار هؤلاء الشهداء بالترتيب مع القيادات الكنسية وقتئذ بجهودهم الذاتية طبقاً للامكانيات الموجودة والمتاحة لديهم ، فكانت جدران المسله من ألواح الألومنيوم ونقشت عليها صور وأسماء القديسين الشهداء، واكتمل العمل بعد عام من أفتتاح الكنيسة ونقش على أحد أوجه المسله صور لقداسة البابا شنودة الثالث والقديسة العذراء مريم حاملة ابنها يسوع مع إهداء من أقباط أستراليا الى كنيسة القديسة العذراء مريم والشهيدة مارينا فى العيد الأول لافتتاحها فى يوم 19 ابريل عام 2009 إضافة الى أسماء الشهداء .ونتيجة لأستمرار العمليات الإرهابية وارتفاع أعداد الشهداء يقوم أبناء الكنيسة بتطوير النصب التذكار بصفة دورية مع أضافة الشهداء الجدد وتجميل المكان ، فقاموا بأضافة صورة للقديسة مارينا على أحد جانبي المسلة وعلى الجانب الآخر لوحتين أحداهما لشهداء كنيسة القديسين وشهداء ماسبيرو عام 2011 والأخرى لما جاء على لسان مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث في يوم 3 يناير عام 2003 عقب صدور الحكم الظالم بحق المتهمين فى مذبحة الكشح الذى لا يدين أحد بقتل 22 قبطيا بعد ثلاث أعوام من التحقيقات ( نستأنف الحكم لله وحده ! إن الله الذي قال لقايين القاتل الأول صوت دم أخيك صارخ إلى من الأرض. تصرخ إلى عدله الإلهي دماء عشرين قبطيا سالت على أرض الكشح في صعيد مصر وتصرخ معها دماء أخوة لهم سالت في أبو قرقاص، وفي الدير المحرق وفي ديروط وصنبو، وفي التوفيقية بسمالوط، وفي منشأة دملو، وفي غير ذلك كلها تصرخ إلى عدله الإلهي وإن لم تجد إنصافا على الأرض فهي تطلب الإنصاف من الله وحده ، وهو مصدر كل عدل.كان الحكم الذي صدر في قضية الكشح مصدر إحباط للأقباط كلهم، وترك في نفوسهم جرحا عميقا وأثر لا يمحى من ذاكراتهم على مر الزمن لذلك هم يتجهون إلى الرب الذي لم ينس مطلقا دماء هابيل الصديق فهو يقيم العدل، ويعطي العزاء ، ربنا موجود ) ، وقد حاز النصب التذكاري للشهداء إعجاب جميع الذين قاموا بنوال بركة الكنيسة خاصة أبائنا المطارنة والأساقفة أثناء زياراتهم الرعوية لأستراليا .
هذا الخبر منقول من : وطنى