منتدى الفرح المسيحىمنتدى الفرح المسيحى
  منتدى الفرح المسيحى
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث

اسبوع الالام
 أسبوع الآلام 

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين

ثوك تى تى جوم نيم بى أوؤو نيم بى إزمو نيم بى آما هى شا إينيه آمين


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08 - 02 - 2021, 02:55 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,885

دانيال وكواه المفتوحة



دانيال وكواه المفتوحة


على أنك لا تستطيع أن تعرف هذه الشخصية على حقيقتها ، إلا إذا صعدت إلى علية الرجل وأدركت عادته العظيمة اليومية التى لا تتغير : « فلما علم دانيال بإمضاء الكتابة ذهب إلى بيته وكواه مفتوحة فى عليته نحو أورشليم فجثا على ركبتيه ثلاث مرات فى اليوم وصلى وحمد قدام إلهه كما كان يفعل قبل ذلك » " دا 6 : 10 " ونحن نرى الرجل ، فى ولائه وإيمانه ، وتعبده ، ... أما الولاء ، فمن الواضح أنه كان مركزاً فى أورشليم ، وهو لا يستطيع أن يصبح أو يمسى دون أن يتطلع إلى مكان أحلامه ، وأشواقه ، إلى المدينة التى فارقها منذ سبعين عاماً ، ولكنها لم تفارق قلبه وإحساسه ، ومشاعره ، هى حبيبته العظمى ، التى تملك عليه كل المشاعر والحنين والعواطف ، منذ تركها صبياً يافعاً طوال سنى السبى القاسية ، هى عصارة الأمل والألم ، والحزن والحب ، والشوق والحياة : « إن نسيتك يا أورشليم تنسى يمينى ... ليلتصق لسانى بحنكى إن لم أذكرك إن لم أفضل أورشليم على أعظم فرحى » .. " مز 137 : 5 و 6 " ولعله غنى هذا المزمور آلاف المرات وهو يمد خياله إلى المكان البعيد البعيد ، من هناك من بابل ، من كواه المفتوحة كل يوم ، نحو أورشليم ، .. وما هى أورشليم بالنسبة لى ولك ؟ .. هى كنيسة اللّه العلى ، عمود الحق وقاعدته ، عروس المسيح ، وحبيبتنا المفضلة على كل حب فى الأرض !! ... فهل نحبها ونتطلع إليها ، ونحلم بها ، ونفكر فى مجدها ، كما كان يفعل الرجل القديم تجاه مدينة أحلامه أورشليم !! ؟ .
على أنه ، وهو يفعل هذا ، لم يكن ولاؤه مجرد حنين إلى تراب الوطن ، أو اتجاه إلى مدينة تحولت أطلالاً وخرباً ، ... لقد كانت المدينة رمز إيمانه باللّه ، وحبه لسيده العلى ، ... وما حبه لها ، إلا حباً للّه نفسه ، وإتجاهاً إليه ، والإحساس بمعنى الوجود مرتبطاً به ، ... فإذا كان لغيره أن يتصور القبة الزرقاء فوقه ولا تزيد عن الصحن المقلوب ، فإن دانيال كان يراها - على العكس - تحدثه عن جلال اللّه ومجده وعظمته وجوده : « السموات تحدث بمجد اللّه . والفلك يخبر بعمل يديه » " حز 19 : 1 " ..
ومن هنا نرى الرجل فى العادة المتأصلة فيه والتى أضحت كيانه اليومى ، يظهر به واضحاً للجميع فى العبادة ثلاث مرات كل يوم !! ... وهل لنا أن نقف هنا ، أمام صورة من أجمل الصور وأعظمها لهذا المتعبد وهو يبدو أمامنا فى صورة المتعبد الوديع الذى يركع مهما عظم شأنه فى حضرة اللّه ، ... عندما سئل الأمبراطور قسطنطين على أى وضع يمكن أن يصنعوا تمثاله ، أجاب : إصنعوا تمثالى وأنا راكع على ركبتى !! ... فى حفل تتويج الملكة فيكتوريا قيل لها أن تظل جالسة على عرشها، ولو وقف جميع الحاضرين ، بينما ترنم الجماهير معزوفة المسيا لهانول ، فلما بدأوا الترنيم وقف النواب والأشراف والإكليروس بروؤس مكشوفة ، وبقيت الملكة الشابة جالسة على عرش القوة والسلطان ، تمييزاً لها عن الشعب كله ، ولكن لما تقدم المرنمون إلى الدور الثانى ، ظهر التأثر على وجه الملكة ، ولما وصلوا إلى قولهم : « وملكه من الآن وإلى الأبد » .. ارتعشت وعندما هتفت الأصوات محمولة على أجنحة الرياح : « ملك الملوك ورب الأرباب » أنتصبت الملكة واقفة على قدميها ورفعت التاج من فوق رأسها لأنها شعرت أنها فى حضرة اللّه الذى ملكه إلى أبد الآبدين ، وهو يسود على لكل !! ...
ولعل البعض يذكر تلك الأسطورة القديمة التى تتحدث عن الملك الذى شغف بالبحث عن صليب المسيح ، والذى قيل إنه خرج ليبحث عنه ، وحصل عليه بعد حروب طويلة، ... وعاد فى موكبه الظافر إلى مدينة أورشليم ، ليجد فى الحلم الأبواب مغلقة أمامه..، وتقول الأسطورة إن ملاكاً ظهر له وقال : ها أنت أحضرت الصليب فى موكب حافل ، ولكن صاحبه لم يحمله وهو خارج من المدينة هكذا ، ... لقد خرج به يحمله على ظهره العارى !! .. وعند ئذاك خلع الملك ثيابه وحمل الصليب ، والقصة تقول إن المدينة فتحت أبوابها فى الحال أمامه !! .. كان العامل الفقير يركع فى حضرة اللّه ، ... وأبصر إلى جواره من يركع ، فتزحزح كثيراً ، إذا كان الراكع إلى جواره دوق ولنجتون الذى هزم نابليون فى معركة ووترلو ... على أن الدوق قربه إليه وهو يقول : نحن أمام اللّه سواء !! ..
وكان دانيال المتعبد الشاكر ، ومن العجيب أن الرجل فى صلاته كان يصلى ويحمد، وهو أمام خطر جسيم ، ... لقد كانت له الشركة العميقة مع اللّه ، التى علمته الحمد والشكر حتى ولو كانت عواصف الحياة القاسية تحيط به ، والزوابع تلفه من كل جانب، لقد أدرك أمانة اللّه فى كل سنوات سبيه وأسره ، وهو لن يكون جحوداً تجاه إله لم يتخل عنه قط طوال هذه السنين ...
وكان المتعبد الظاهر الذى لم يخجل قط من المجاهرة بإيمانه أمام الكل ، لقد عرفه خصومه بأنه الرجل الذى لا علة فيه إلا من جهة شريعة إلهه ، ... وعرفه داريوس الملك بدانيال : « ياعبد اللّه الحى هل إلهك الذى تعبده دائماً قدر على أن ينجيك من الأسود » " دا 6 : 20 " دعا أحد ملوك الشرق الأقصى قائداً بحرياً من بلاد الغرب ليتناول طعام الغداء معه ، وإذ جلسا على المائدة انحنى القائد المسيحى وشكر اللّه على الطعام ، فاندهش الملك وقال : ولكن هذا لا يعمله إلا المرسلون ! ؟؟ فأجاب القائد : وأنا أيضاً مرسل !! ؟ .. لم يحاول دانيال قط أن يغير من عادته ، ويغلق ولو لمدة ثلاثين يوماً كواه المفتوحة !! ..
وكان المتعبد الطاهر النظيف القلب واليدين ، ... لقد كان عفا أميناً فى عمله ، لم يستطيع جميع الوزراء أو المرازبة أن ينسبوا إليه فساداً أو شراً ، فى بلاد امتلأت بكل ألوان المفاسد والشرور ، ... لم يكن دانيال مزدوج الشخصية يحيا حياتين ، أو يعيش أسلوبين ، أو يتقمص شخصيتين ، إنه لم يكن مثل رجل قال عنه أحد الشباب للواعظ المشهور هنرى دراموند : ياسيدى هل ترى الشخص الواقف هناك ؟ فأجابه دراموند : نعم .. قال الشاب : إن هذا الشخص هو رئيس نادينا المشهور بالإلحاد ... فذهل دراموند إذ كان الرجل أحد الشيوخ فى كنيسة من الكنائس ، ومن الغريب أن يكون شيخاً فى الكنيسة وشيخاً فى الإلحاد !! ...
وكان دانيال آخر الأمر ، المتعبد المصلى ... إذ كان يؤمن بالصلاة وفاعليتها ، وهو يعلم أنه يستطيع أن يواجه كل أوضاع الحياة بالصلاة ، ... عندما قبض النازى على أسقف هانوفر ، أخذوه إلى برلين ، ووضعوه فى زنزانه فى أعلى السجن فى مركز الشرطة وهناك وعندما صب الحلفاء غاراتهم القاسية على برلين ، كان النازيون يتركونه هناك بعد أن يغلقوا عليه الزنزانه ، ويهرعون هم إلى المخابئ ، فكان الرجل القديس يفتح الكوة ويصلى للّه ، ...
وقد أنقذته العناية ، لأنه وضع رجاءه فى النافذة المفتوحة التى تطل نفسه منها على اللّه !! ... وهكذا كان الرجل القديم دانيال رجل الصلاة !! .
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
احضانه المفتوحة walaa farouk موسوعة توبيكات مميزة 0 07 - 07 - 2022 07:27 PM
لماذا لم يدافع دانيال عن الفتيه الثلاثه رغم شهرته في المملكة ؟ سفر دانيال 2: 48 و سفر دانيال 3 Mary Naeem سبب الرجاء الذي فينا 0 13 - 05 - 2021 04:02 PM
كيف دانيال يصف المجوس بانهم سحره ثم يقبل ان يصبح رئيسهم ؟ دانيال 2: 2 و دانيال 4: 9 Mary Naeem سبب الرجاء الذي فينا 0 12 - 05 - 2021 01:30 PM
دعوته المفتوحة Mary Naeem أية من الكتاب المقدس وتأمل 0 02 - 09 - 2015 04:41 PM
دانيال وكواه المفتوحة Mary Naeem شخصيات الكتاب المقدس 0 16 - 06 - 2013 11:59 PM


الساعة الآن 04:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025