رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عاموس الله يرأف بالبقيّة إنّ النبيّ لا يتكلّم فقط باسم الله، بل يرى الأحداث بعين الله فهو صوت الله وعين الله. إنّه يقرأ المستقبل على ضوء الماضي وإشارات الحاضر، ويهبّ لتدارك الخطر، فهو يصحو حيث الآخرون ينامون، ويلتهب نارًا حيث الآخرون يلهون. ولمّا كان كلّ شيء في المملكة أيَّام عاموس يُشير إلى الهدوء: السياسة في أمان، والدين في ركود. والشّعب في اكتفاء، كان النبّي يعلّم بأنَّ الخطر وشيك وأنّ العاصفة على الأبواب. فالسَّامرة ستقع في أيديّ الأشوريِّين القادمين من الشمال الذين سيسلبونها ويَجلُون أهلها. وهذا ما تحقّق بعد بضع سنوات، لأنَّ الله عندما يتكلّم ينفّذ كلامه. "ها أنذا أقيم عليكم يا آل إسرائيل، يقول الرَّبّ إله الجنود، أمّة فيضايقونكم من مدخل حماة إلى وادي العربة". (6/ 15). ولكنّ الله في سخطه وعدله يبقى رحيمًا ولا ينسى وعده، فكيف يبيد الشّعب بكامله إذا كان منه سيأتي الخلاص؟ والجواب يأتينا من عاموس بفكرة جديدة تبعث الأمل والرّجاء. ستظلّ بقيّة باقية تتحقّق فيها المواعيد المسيانية: "فعسى الرَّبّ إله الجنود أن يرأف ببقيّة يوسف" (5 /15). فالشّعب سيمرّ في المحنة كما تمرّ الحنطة في الغربال، فالضّعيف سيقع وأمَّا الصَّالح فيبقى، والخاطئ سيموت وأمَّا البارّ فسيحيا، والشِّرير سيضمحل وأمَّا الأمين فسيعود من السَّبي ليبني الأرض من جديد: "وأهزّ آل اسرائيل في جميع الأمم هزّ الحنطة في الغربال فلا تسقط حصاة على الأرض... وأردّ سبي إسرائيل فيبنون المدن المخرّبة ويسكنونها، ويغرسون كروماً ويشربون من خمرها، وينشئون جنّات ويأكلون من ثمارها (9 /8- 15). |
|