رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
+ يوئيل +الله يرق لشعبه الله يرق لشعبه "يغار الرب لأرضه ويرق لشعبه" [18]... ما سمح الله به لشعبه من آلام إنما لأجل غيرته على أرضه المقدسة، ورقته نحو شعبهم المحبوب لديه جدًا، إذ فيما هو يؤدب يطلب من أولاده أن يتطلعوا إليه لا كديان منتقم بل كأب محب يشتاق أن يفرح بهم ويُسر بحبهم له. أما علامات محبته الأبوية فهي: أ. إن كانت النفس تدخل إلى حالة جوع وعطش ومرض بسبب الخطية، فإن الله في محبته يقدم نفسه طعامًا وشرابًا ودواءًا روحيًا لها، قائلاً: "هأنذا مرسل لكم قمحًا ومسطارًا وزيتًا لتشبعوا منها، ولا أجعلكم عارًا بين الأمم" [19]... لا تعود تسأل الأمم - أي العالم - ليشبع عاطفتها أو يروى أحاسيسها أو يطيب جراحاتها بل تجد في عريسها كل الشبع. يُناجي القديس يوحنا سابا الله مصدر الشبع الحقيقى، قائلاً: [طوبى للذي نسى حديث العالم بحديثه معك، لأن منك تكتمل كل حاجاته! أنت هو أكله وشربه! أنت هو بيته ومسكن راحته، إليك يدخل في كل وقت ليستتر! أنت هو شمسه ونهاره، بنورك يرى الخفيات! أنت هو الآب والده! أنت أعطيت روح ابنك فيه، والروح أعطاه دالة أن يطلب منك كل مالك، مثلما يطلب الابن من أبيه! معك حديثه في كل حين، لأنه لا يعرف له أبًا غيرك![31]]. ب. إذ يحقق الله الهدف بالتأديب حيث يرجع الشعب إليه، يدين الشعب المقاوم، الجيش الذي استخدمه كأداة تأديب... لماذا؟ لأنه سقط في الكبرياء، كقول النبي: "فيكون متى أكمل السيد كل عمل بجبل صهيون وبأورشليم انى أعاقب ثمر عظمة قلب ملك أشور وفخر رفعة عينيه" (إش 10: 12). فقد تصلف العدو وظن في نفسه أنه قدير ولم يدرك أن الله كان يستخدمه لتأديب شعبه. لهذا يذله الرب على تصلفه: "والشمالي أبعده عنكم، وأطرده إلى أرض ناشفة ومقفرة مقدَّمته إلى البحر الشرقي (البحر الميت شرقي اليهودية) وساقته (مؤخرته) إلى البحر الغربى، فيصعد نتنه وتطلع زُهمته (رائحتة الكريهة) لأنه قد تصلف في عمله" [20]... هكذا إذ يسقط في العجرفة يشقه الرب ليحطم مقدمته في مياه البحر الميت ومؤخرته إلى أقصى البحر الغربي لكي لا يجتمع معًا مرة أخرى، تفوح رائحة نتنه في كل موضع. هذا كله بسبب التصلف، كقول إشعياء النبي: "لأنه قال: بقدرة يدي صنعت وبحكمتي، لأنى فهيم، ونقلت تخوم شعوبٍ ونهبت ذخائرهم وحططت الملوك كبطل.. لذلك يرسل السيد سيد الجنود على سمانه هُزالاً، ويوقد تحت مجده وقيدًا كوقيد النار، ويصير نور إسرائيل نارًا وقدوسه لهيبًا فيحرق ويأكل حسكه وشوكه في يومٍ واحدٍ، ويفني مجد وعره وبستانه (النفس والجسد معًا)" (إش 10: 13-18). ج. يغسل الرب جراحاتهم السابقة فيرد الغم الذي سيطر عليهم بسبب الخطية إلى بهجة وفرح [21]. د. تقديس كل الطاقات والمواهب بالروح القدس، إذ يقول: "لا تخافي يا بهائم الصحراء، فإن مراعي البرية تنبت، لأن الأشجار تحمل ثمرها، التينة والكرمة تعطيان قوتهما. ويا بني صهيون ابتهجوا وافرحوا بالرب إلهكم لأنه يعطي المطر المبكر على حقه وينزل عليكم مطرًا مبكرًا ومتاخرًا في أول الوقت" [22-23]. ارتبط العصر المسيانى في ذهن الأنبياء بالمياه المقدسة (حز 36: 26؛ إش 30: 23؛ إر 31: 9؛ زك 13: 1-2؛ مز 46: 4 الخ...) التي تحول القفر أرضًا خصبة، تروى المؤمنين كأشجار فردوس الله، تنزع النجاسات وتطهر الأرض من عبادة الأصنام، وتقدم حياة وتقديسا[32]... ما هو المطر المبكر والمتأخر إلاَّ الروح القدس الذي يروى النفس الظمآنة، فتنبت البرية، وتحمل الأشجار ثمارها، وتعطى التينة والكرمة قوتهما؟! انه الروح القدس الذي عمل في القديم كمطر مبكر، لكنه بالأكثر استقر فينا بعد صعود الرب ليحول بريتنا الداخلية إلى فردوس مفرح! يقول النبي: "لا تخافي يا بهائم الحقل، فإن مراعي البرية تنبت"، فإن كان الجسد قد صار بسبب الخطية كبهائم الحقل بلا مرعى، فإن الروح القدس يقدس الجسد ويشبع كل طاقاته وأحاسيسه بما هو للبنيان، إنه لا يحطم بهائم الحقل، ولا يحقر من شأنها، بل يقدسها ويشبعها بما هو للرب! ولهذا يسأل بني صهيون أن تبتهج وتفرح من أجل هذا المطر السماوي. وكأن النبي يعلن خلال الظل ما قاله السيد لتلاميذه: "لكني أقول لكم الحق إنه خير لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى" (يو 16: 7). هذا هو المطر الذي وعد السيد المسيح تلاميذه أن يرسله لهم من عند الآب علامة حبه لهم واهتمامه بهم، وكما جاء في الأمثال: "في نور وجه الملك حياة، ورضاه كسحاب المطر المتأخر" (أم 16: 15). ويقول هوشع النبي: "خروجه يقين الفجر، يأتى إلينا كالمطر، كمطر متأخر يسقي الأرض" (هو 6: 3). ويسألنا زكريا النبي أن نطلب هذا المطر المتأخر ليعمل في حياتنا: "اطلبوا من الرب المطر في أوان المطر المتأخر، فيصنع الرب بروقًا، ويعطيهم مطر الوبل، لكل إنسان عشبًا في الحقل" (زك 10: 1). هذا هو عطية الله العظمى: "لنخف الرب إلهنا الذي يُعطي المطر المبكر والمتأخر في وقته، يحفظ لنا أسابيع الحصاد المفروضة" (إر 5: 24). قدم لنا السيد المسيح هذا المطر المتأخر في حينه لكي تشبع نفوسنا بالرب فتسبحه، وتدرك حلوله في وسطها، أي يهبها الشبع الروحي وحياة التسبيح والشعور بالحضرة الإلهية، إذ يقول "وتأكلون أكلاً وتشبعون، وتسبحون اسم الرب إلهكم الذي صنع معكم عجبًا ولا يخزى شعبي إلى الأبد، وتعلمون إنى أنا في وسط إسرائيل وأنيّ أنا الرب إلهكم وليس غيري ولا يخزى شعبي إلى الأبد" [26-27]. إن كان الإنسان قد خرج من الفروس جائعًا، لا يستطيع العالم كله أن يشبع قلبه أو أحاسيسه أو فكره... فإنه يبقى هكذا هائمًا على وجه الأرض في جوع شديد حتى يملأه الله بروحه القدوس المشبع! هذا الشبع يولد تسبيحًا، فيصير الإنسان كالرضيع الذي يفرح بأمه فتهتز كل مشاعره وتتجاوب كل أعضاء جسده مع فرحه ليخرج تسبحة حب حقيقي يعجز اللسان عن التعبير عنها، فالتسبيح ليس مجرد كلمات ننشدها أو نغمات نتعلمها لكنه في أعماقه هو حالة فرح حقيقي تهز كيان المؤمن كله: جسديًا وروحيًا، فينطلق اللسان بالتسبيح، ويرقص القلب طربًا بالرب، وتهتز النفس كلها بنغمات سمائية ملائكية. هذا التسبيح يرتبط بإدراك المؤمن لسكنى الرب فيه. فهو يسبح ويتهلل لا من أجل العطايا حتى وإن كانت روحية، إنما من أجل المُعطي نفسه، واهب العطايا! هذه هي علامات محبة الله الأبوية لشعبه. إنه يشبع النفس ويرويها ويضمد جراحاتها، ويرد لها مجدها فيه، وينزع عنها عار الخطية والإثم، مقدسًا كل طاقاتها ومواهبها لحسابه، معلنًا سكناه فيها كسرّ شبعها وتسبيحها الروحي! يمكن تلخيص بركات حبه لشعبه في الآتي: أ. يرق لهم، أي يترفق ويحنو عليهم [18]. ب. يجيبهم ويسمع لهم [19]. ج. يُشبع احتياجاتهم ويهبهم شبعًا روحيًا [ 19]. د. ينزع عنهم العار [19]، واهبًا إياهم مجدًا. ه. يطرد أعداءهم ويحطم كبرياءهم [20]. و. ينزع عنهم الخوف والقلق [21]. ز. يهبهم البهجة والفرح [21]. ح. يهتم حتى ببهائمهم [22]. ط. يبارك ثمار أرضهم [22]. ى. يهبهم المطر المبكر والمتأخر [23] (عطية الروح القدس). ك. يعوضهم عن السنوات التي أكلها الجراد [24]. ل. يعطيهم روح التسبيح والعبادة الروحية الحية [26]. م. يعلن عجائبه في حياتهم، فيصيرون عجبًا [26]. ن. يعلن سكناه في وسطهم [27]. س. يهبهم روحه القدوس [28]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يوئيل النبي يوئيل ابن فنوئيل هو صاحب النبوة الثانية |
تصميم | مهوب أنت يا الله في هيكلك المقدس الله يعطي قدرة وقوة لشعبه |
+ يوئيل + الرب ملجأ لشعبه |
قصه رعايه الله لشعبه |
قصه رعايه الله لشعبه |