كلمة واحدة تكشف لنفسي أفاقاً لا حد لها. الكمال يلوح سهلاً. أرى أنه يكفي الإنسان أن يقر بعدمه وأن يلقي بنفسه مثل طفل في ذراي الله الرحيم. إلي هنا انتهت اقتباساتنا من كتاب (خواطر القديسة تريزا ليسوع الطفل) والصادر عن مطبوعات الآباء الكرمليين عام 1989 في الذكرى المئوية الأولى لارتداء القديسة تريزا الثوب الرهباني.
لكنني أود أن أختتم المقال بكلمات الأب ملاك الكرملي الذي تحدث عن خواطر القديسة تريزا فقال: إن ما تصفه لنا القديسة تريز ليس صورة شعرية من وحي خيالها بل هي حقيقة عاشتها القديسة من يوم لآخر في كل لحظات حياتها القصيرة، معتمدة بالطبع على نعمة الحب الذي أحبته لعريسها يسوع.
إن ما كتبته تريز الصغيرة في لحظة حب وهاج، إنما يعبر عن حقيقة روحانية (الطفولة الروحية). ذلك الطريق الذي اكتشفته القديسة بالهام من الروح القدس، وأصبح الآن جزءاً لا يتجزأ عن الروحانية الكاثوليكية، وهو أن نرضي يسوع، لا عن طريق الأعمال الباهرة أو البطولات النادرة بل في كل الأمور البسيطة التي تتخلل حياتنا، تلك الأمور الصغيرة التي تتطلب إنصات دائم لصوت الضمير الذي هو صوت الله في قلوبنا.