منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 01 - 2021, 04:50 AM
 
souad jaalouk Female
..::| مشرفة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  souad jaalouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 123471
تـاريخ التسجيـل : Jun 2017
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : لبنان
المشاركـــــــات : 17,077

السلام

مطلع العام الجديد هو يوم السلام العالمي كما نظمته امنا الكنيسة. فالبابا بولس السادس، سنة 1968، أعلن اليوم الاول من كل سنة يوم السلام، راغبا ان يتبنى هذه الفكرة كل محب للسلام. عندئذ يتوجه تاريخ العالم نحو مستقبل سعيد قائم على سلام حقيقي ومبني على تعاليم السيد المسيح الذي بذل حياته ليكون السلام في الارض لبني البشر.

من ساحة الحرب الى واحة السلام : في الفقر والهجرة شع مجد الله؛ هؤلاء الرعاة المرذولين في الدنيا، طلب منهم ان يكونوا اعظم الرسل ويبشروا حتى مريم ويوسف، فصحّ فيهم ما قاله النبي:" ما اجمل اقدام المبشرين بالسلام ، المبشرين بالخير ". في البرية كان قداس الميلاد الاول وامام الطفل القربان انشدت عساكر السماء : " المجد لله في العلى وعلى الارض السلام والرجاء الصالح لبني البشر! "مجد الله دوما في حنانه وغفرانه، سكب سلامه فأزهرت البرية فرحا وتحولت ارض اللعنة بركة وبدأ الرجاء الصالح، الرجاء بعالم افضل، ينمو في قلوب بني البشر.
في قداسنا وفي صلاتنا يتحول العالم فينا من ساحة حرب الى واحة سلام، وبحر الشقاء يصير فسحة سماء. فهل ادركنا مفعول الليتورجيا في حياتنا واحتفلنا دوما بها مع الرعية فنعود الى البيت والعمل كالرعاة نمجد الله ونسبحه على كل ما سمعنا ورأينا؟

وعلى الارض السلام : ولد المسيح طفلا في مذود. هذا الطفل تكلم عنه لوقا كأعظم خليقة، بالرغم من أنه كان في عهد اوغسطس قيصر "عظيم أيامه". القيصر اوغسطس هو الذي حقق السلام الروماني المعروف بال:Pax romana”" . والسلام الذي حققه هذا القيصر العظيم ما يزال حتى اليوم محطة انظار العالم، لكنه مبني على اساس السيطرة والقوة والرعب.

ولد في زوايا مملكته الفسيحة طفل قالت السماء عنه انه ملك وانه علامة مجد الله، والسلام الحق لبني البشر.

اخوتي، تعالوا نتأمل معا : من هو الانسان الذي نبحث عنه ؟ من هو العظيم برأينا ؟ هل يا ترى نحتقر كل الذين ولدوا في زوايا مخفية ؟ هل نؤمن ان العظمة تكمن في الانسان لا في ظروفه ؟ هل نؤمن بعد ان تعرفنا على يسوع المسيح واعترفنا به ان كل انسان عظيم؟ هل نؤمن بأن كل مولود على هذه الارض هو اصلا صانع سلام؟ ما الذي ابعد الانسان عن السلام؟ اليس هو الذي يجلس في قصر فخم ؟ والانسان الذي يحقق السلام من هو؟ هل نؤمن ان الفقراء والمساكين والذين وجودهم في الزوايا ، يستطيعون ان يؤمنوا السلام ؟ هل نؤمن ان البسطاء هم خميرة السلام للعالم ؟

السلام في الكتاب المقدس : السلام في الكتاب المقدس ليس مجرد "ميثاق " ولا "زمن صلح" مقابل "زمن الحرب"، انما السلام يدل على هناء الحياة اليومية، ووضع الانسان الذي يعيش في وئام مع الطبيعة، مع نفسه ومع الله. فالسلام هو الامان والوئام في حياة اخوية، انه الثقة المتبادلة المثبتة غالبا بعهد او ميثاق حسن الجوار. السلام هو الخير بالتعارض مع ما هو شر. " فالمنافق لا سلام له "(أشعيا 22:48 )،" والنعمة لصاحب السلام " (مزمور 37:37 )

سلام المسيح وسلام العالم : قبيل وداعه، استودع المسيح كنيسته الناشئة كلمته : السلام . وبالتحديد، السلام الذي يأتي منه، أي السلام الحقيقي والثابت، بعكس السلام الذي يعطيه العالم، الذي مهما عظم فأنه يبقى سلاما ناقصا وهدنة بين الشعوب، لان سلام العالم غير اكيد، وهو رغبة اكثر منه حقيقة وغالبا ما يكون مغشوشا ومصطنعا .

"ان سلام الله الذي يفوق كل عقل” (فيليبي 7:4 ) ليس قائما بفعل فكر او عمل بشرين، بل هو ات من لدن محبة الله. فالرب يسوع يعلن ان " الله اله سلام " (كورنثس 23:14 )، " اله السلام معكم" (روما 23:15 )، “هو سلامنا “ (افسس 14:2 ). أي ان كل “جو” المسيح وكل عمله هو جوهريا “سلامنا" ... وانطلاقا من نبؤة حزقيال (37 :27-28 ) التي تقول : "وابث لهم عهد سلام، عهدا ابديا، واجعل مقدسي في وسطهم الى الابد “، علينا ان نقرأ ارشاد يسوع الاخير للتلاميذ “السلام أستودعكم، وسلامي أمنحكم، فلا أمنحكم إياه، كما يمنحه العالم"(يوحنا 14/27).

مع المسيح قد أقصي كل سبب للإضطراب والقلق. وعود المسيح لنا بعهده، يمكننا أن نختصرها بهذه الكلمة: السلام. هذا السلام القائم على وعد قاطع بالطمأنينة المطلقة، هو قمة العطاء المسيحاني(آشعيا 9/5). وعلامة ملكوت الله. وبهذا المعنى يسميه يسوع “سلامي”. وبانتظار أن يحل السلام النهائي، علينا أن نميت فينا الخطيئة، مستعدين ليوم الرب عند ظهوره الأخير، والى أن يتم هذا كله، يظل السلام خيرا مرجوا. وهكذا تحتفظ الرسالة النبوية بقيمتها: "ثمرة البر تزرع في السلام للذين يعملون من أجل السلام"(يعقوب 3/18). هذه هي الرسالة التي يعلنها كل العهد الجديد.

خاتمة
السلام يتعلق فيك يا أخي المؤمن... إنه في متناول يدك إذا أردت أو رغبت أو سعيت وعليك أن تعود ذاتك في مطلع هذا العام الجديد ومنذ الآن على المصالحة والتسامح...

الصلاة والإنفتاح على الروح القدس هما الطريق الأفضل للدخول في شراكة مع السيد المسيح ليعطينا الآب السماوي الفضيلة الأسمى ألا وهي السلام.

لا سلام دون سلام الله... الله في أقانيمه الثلاثة هو السلام الحقيقي الذي لا يزول. وعملنا جميعا يجب أن يكون بعيش هذا السلام وبدعوة الآخرين للإنضمام إليه.

السلام وحده يعيد الطمأنينة الى القلوب والسلام بين الشعوب. لنصل لأجل السلام في قلوبنا أولا... “ومن فيض ما في القلب يتكلم اللسان”.

عيد السلام ليس فقط في أول يوم من كل سنة، إنه الحياة الدائمة نعيشها مع الله الذي يجعل كل أيامنا مليئة بالخير والسلام والبركة، فتصبح حياتنا مسيرة نحو السلام الحقيقي، نحو أرض الميعاد الحقيقية، نحو السماء الجديدة والأرض الجديدة، فإذا عشنا هذه الحقيقة نستحق ما قاله الرب يسوع:”طوبى للساعين الى السلام فإنهم أبناء الله يدعون”(متى 5/9).


السلام  مطلع العام الجديد هو يوم السلام العالمي كما نظمته امنا الكنيسة.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الرب أطلع من السماء
المهم أني أطلع من هنا علي السماء
حاجاتنا الى السلام فى بداية العام الجديد
الكنيسة توقع على وثيقة السلام العالمي
فى مطلع العام الجديد


الساعة الآن 04:07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024