رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لما بتخرج من علاقة، عادةً بتيجي عليك فترة رمادية عجيبة، لا إنت قادر تنسى اللي فات، ولا قادر تتورَّط في حاجة جديدة! لا إنت قادر تسامح وتتجاوز، ولا قادر تفضل عينك في عين الذكريات 24 ساعة! بتحس إنك مُستَهلك، تايه، وحيد، وغير صالح للاستخدام الآدمي، فيك حاجة اتعطّلت وباظت للأبد، وكل شيء حواليك مهما كان تافه بيستنزفك: الصوت العالي، خناقة الأجرة في الميكروباص، صوت العيال في الشارع، خروجات أصحابك، طلبات أهلك في البيت... والأكثر خطورة: وقت الفراغ المرعب اللي بتلاقيه بين إيديك فجأة، اللي هو: أنا كنت بقضِّي الوقت ده ازاي قبل ما أعرفه؟ ودي اللحظة اللي ممكن تعمل فيها حاجات غبية كتير ، وتتورَّط في تجارب عشوائية ملهاش مستقبل، لمجرد إنك تتشغل وتهرب من التفكير. والحل؟ خليك طبيعي، ما تمثّلش، وما تعيش في دور سوبر مان الذي لا يُقهر، ومفيش حاجة بتأثر فيه، لما تحب تعيّط.. عيّط، لما تحب تقفل تليفونك وتختفي وما تكلّمش حد.. اقفل، لما تحب ما تخرجش ولا تروح الشغل.. نفَّض، ما تعملش حاجة غصب عنك أبدًا، وخد الأمور نقلة ورا نقلة، وراقب نفسك بحذر، أول ما تلاقيك منجذب لحد، وقّف كل حاجة، ده مش انجذاب، إنت في فترة نقاهة ودي محاولة لاستعادة ثقتك في نفسك، مش جدعنة إنك تبهدل حد معاك، والأهم إن ده مش هيحل مشكلتك، بالعكس، هيزود ذيولها! التاريخ والواقع والتجربة بيقولوا إن مفيش حاجة مؤبَّدة، وكل حاجة فعلا بتنتهي، لما وقتها بيحين: الفرح بينتهي والحزن بينتهي، الحلو بينتهي والوِحش بينتهي، الحياة نفسها بتنتهي! يعني كل اللي إنت فيه ده، على صعوبته وألمه وجحيمه وبشاعته: هينتهي. وهتتفح قدّامك سكة جديدة، وعلاقة جديدة، وتحدي جديد، غريزة الحياة جواك أكبر من كل اللي بيتهدر منك ده، وفيه قَدَر لازم تنفذه، وحكاية لازم تكمّلها. والسبب الحقيقي، زي ما هتفهم بعدين، لانتهاء العلاقة، مش أخطاءك ولا أخطاءه، ولا إن حد فيكم وحش والتاني حلو، لكن إنه مكنش فيه توافق...! اعتبر كل اللي بتقابله في طريقك: محطَّات، بتتزود فيها بالوقود والخبرات وتتعلم السواقة وتفادي المطبات والتغريز يمين وشمال، ولو بالطريقة الصعبة وبتمن كبير، لحد ما توصل لتجربتك الحقيقية اللي هترجع تستخدم فيها كل اللي مرّ عليك واتعلمته، بس بحرفنة بقى وبَمعلمة. المهم لما اليوم ده يجي، تكون مستعد له، واتعلّمت فعلا من اللي فات، عشان ما تكررش الأخطاء نفسها، وتقفل عليك الدايرة، وتعيش مأساة إغريقية ما بتنتهيش إلا عشان تبدأ! |
|