أحمل اتعاب الاخرين
سامح رجل تقي كان يقضي اوقاتا كثيرة في غرفته متأملا كلام يسوع. خاصة هذه الكلمات التي تقول "احمل صليبك واتبعني"
ذات مساء كان يفكر ويفكر حتى قرر أن يخرج حاملا هذا الصليب أمام كل الناس من شروق الشمس حتى مغيبها، ليعلمهم بأنه يحب ويؤمن بيسوع غير مبال بما سيقولنه له.
في صباح اليوم التالي قام بأخذ صليب كبير وثقيل كان مركونا في إحدى زوايا مخزن بيته. حمله على كتفيه وخرج به سائرا في الشوارع والأزقة، حيث شاهده جمع كبير من الناس. وسمع من بعضهم كلمات مهينة، وسمع قهقهات وضحكات واستهزاءات البعض الأخر. وغيرهم ينظرون ولا يدركون ما الذي يفعله هذا الرجل. لكنه لم يأبه بكل هذا وأصر على إكمال مشواره إلى حين غروب الشمس والعودة إلى البيت.
فجأة سمع صوتا يناديه:
يا رجل.. يا رجل.. هل لك أن تساعدني؟؟ استدار سامح إلى الجهة التي أتى منها الصوت، وإذا به يرى امرأة مسنة تطلب منه أن المساعدة في نقل حاجياتها إلى شقتها في الطابق السادس لأنها لا تقوى على ذلك.
أجابها سامح وهو منزعج:
أما ترينني احمل صليب المسيح الثقيل؟ هل تطلبين مني ترك ما هو ليسوع لأنقل أغراضك الخفيفة هذه إلى شقتك؟؟!!!
في نفس اللحظة مر رجل من جانب سامح وما أن شاهد المرأة المسنة حتى اتجه نحوها طالبا منها السماح له بنقل حاجياتها إلى شقتها (لأنه أدرك بان هذه الحاجيات ثقيلة على امرأة في سنها).
فابتسمت المرأة المسنة في وجه سامح وقالت له:
إذا أردت حمل صليب المسيح فاحمل أثقال الآخرين لان المسيح لم يحمل ثقله الشخصي بل حمل ثقلك أنت وثقلي عندما سار إلى الجلجثة ليصلب.
إخوتي وأخواتي كم مرة نتشبث بكلام الإنجيل حرفيا وننسى هدفه ومعناه روحيا؟
ادعوكم اليوم لنفكر كيف يمكننا حمل ذلك الصليب ؟
هل الصليب بالنسبة لنا مجرد خشبة أو قطعة ذهبية معلقة على صدورنا ؟
أم هو رمز يدفعنا للتضحية والفداء والعطاء المجاني إلى أخر لحظة من حياتنا ؟
كما فعل ربنا الفادي يسوع... ولكم ان تختاروا صليبكم كما تريدون.
لينور الرب طريقنا
وليساعدنا في حمل صلباننا